كشف مستشار الرئيس الموريتاني وأحد العلماء الذين قادوا عمليات المراجعات الفقهية والفكرية مع المتورطين في الإرهاب بموريتانيا، الشيخ مختار ولد انبادة، أن 80 من المعتقلين الموريتانيين في قضايا الإرهاب قد أعلنوا إقرارا بأخطائهم في الفهم الذي بنوا عليه ''عقائدهم الجهادية''. وصف الشيخ مختار ولد انبادة فكر التطرف الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة في المجتمعات المغاربية وأنتج ظاهرة الإرهاب مثلما هو الحال في موريتانيا والجزائر بأنها ''الانفصام الذي نعانيه نتيجة لهذا المعتقد الذي صار فيه الواحد يتكلم في الدين بما لا يعلم ولا يستعد للتضحية من أجل عقيدته''. وشدد ولد انبادة في حديث مع ''البلاد''، على هامش ملتقى الأمن الفكري المنظم ببسكرة، أن الأمة أمام تحد كبير، مفتاح الخلاص منه هو الموروث الثقافي المتميز بكونه رباني، وهو العلامة الفارقة بين المجتمعات الإسلامية وغيرها، ليضيف في هذا الصدد أن ''لنا مقومات كبيرة تمكننا من حماية أنفسنا من التطرف والغلو والفتن في حالة ما إذا أحسنا استغلالها وشغّلنا ما بأيدينا''. وموازاة مع ذلك ذكر ولد انبادة بأهمية التحلي ''بالصدق فيما نحن فيه وأن يتطابق العمل مع القول''، في إشارة إلى المفارقات السلوكية التي تنجم عن مسلمين لا ينتمون إلى الدين سوى بالإسم فقط، ''ما أفرز ردود فعل عند الآخرين''. إلى ذلك، أجمعت آراء المتدخلين في اليوم الثاني من الملتقى على أن المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها غير قادرة على تحقيق الأمن الفكري. وفي هذا السياق ركز الدكتور محمد العربي ولد خليفة خلال مداخلته على أهمية المدرسة في تحقيق الأمن الفكري في الجزائر وأكد أنها ''لا يجب أن تبقى معتمدة على ما هو دخيل''، لينبه إلى أن المدرسة الجزائرية أصبحت تقدس الآخر، في إشارة منه إلى فرنسا التي ذكر بشأنها ''في التاريخ هناك محطات للتشويش والتزييف يجب الحذر منها''. أستاذ العقيدة عمار جيدل، اعتبر ''الدين أساس الأمن الفكري'' وهو السبيل لتنوير وتصحيح فهم المغرر بهم''، وأكد أن الأزمة التي نعيشها ''فكرية وليست أمنية'' وهي بالتالي تتطلب حلا فكريا.