الإفريقي أعربت الخبيرة الفرنسية في علم المكتبات ''ماري إليزابيت لورنتان'' في محاضرتها ''مقدمة للأدب الإفريقي'' مساء أول أمس، عن اقتناعها بأن أدب شباب إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الذي نشأ منذ حوالي 30 سنة بعد استقلال هذه البلدان، يستمد جذوره من التقاليد الشفهية والتراث الثقافي لهذه المنطقة الذي يتميز بكثير من الثراء''. وقالت المتحدثة في مداخلتها على هامش فعاليات المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب في طبعته الثالثة، إن هذا الأدب يبقى بعيدا متناول الأطفال بسبب اللغة، فهو في مجمله مكتوب باللغة الفرنسية، مضيفة أنه ''غالبا ما يستجيب هذا الأدب لمتطلبات التربية والأخلاق''. وتؤكد ''ماري إليزابيت'' أن الإصدار الأدبي للشباب في هذه المنطقة الإفريقية بدأ خلال الفترة الممتدة بين 1975 و,1985 وظهر ليستجيب لضرورة إنشاء المادة المدرسية المتعلقة بمؤسسات محو الأمية، كما أن الإصدارات في بعض بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء في ميدان أدب الشباب ''يوفر بانوراما متنوعة من الخطوط الافتتاحية، فهناك إصدارات للكتب الغنية بالصور التي سمحت بتجاوز حاجز اللغة''. وفي السياق ذاته، تعرضت المحاضرة إلى الجانب الموضوعاتي للأدب الإفريقي، مشيرة إلى أنه يعمل عموما على معرفة ثقافته والتراث الشفهي الذي غالبا ما يرمز إلى الآباء والأجداد، ويعد مرجعا للذاكرة الجماعية. كما عرجت في هذا الإطار على المواضيع المتعلقة بتضارب عالم القرية والحضر ورهان النجاح والتضامن وإشكالية ''الطفل المختلف''. وتعد ''ماري إليزابيت لورتان'' من أبرز المختصين الفرنسيين في علم المكتبات، حيث عملت لأزيد من سنتين كمديرة فرع متخصص في أدب الشباب الإفريقي والعالم العربي و''جزر الكراييب'' والمحيط الهندي، وكانت أيضا رئيسة تحرير مجلة ''تاكام تيكو'' المتخصصة في الأدب الإفريقي.