خلفت عملية مطاردة عنيفة للقوات البحرية فوجين من المترشحين للهجرة غير الشرعية أمس، مقتل شخصين أحدهما شاب "حراڤ" والآخر عون حرس سواحل فيما أصيب ثماينة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. كما تمكن عناصر المجموعة الإقليمية لحرس الشواطئ من إنقاذ 18 حراڤا من الهلاك غرقا على بعد 8 أميال بحرية شمالي الساحل العنابي. جاء تدخل قوات المجموعة الإقليمية لحرس السواحل بعنابة على متن باخرة ووحدتين عائمتين بعد تلقيهم معلومات مفادها أن بعض الشباب من قاطني عاصمة الولاية وآخرين ينحدرون من ولايات سكيكدة، الطارف وڤالمة، تتراوح أعمارهم بين 16 و37 سنة كانوا بصدد التحضير للإبحارنحو جزيرة سردينيا الإيطالية ليلة السبت إلى الأحد. ولم تحدد تلك المعلومات عددهم ولا عدد الزوارق التي كانوا سيستعملونها في مغامرتهم البحرية. عمليات التحري والمراقبة مكنت عناصر حراس السواحل، حسب مصادر موثوقة، من العثور على القاربين، اللذين أقلعا من من شاطئ سيدي سالم وعلى متنهما 23 مترشحا للهجرة، على بعد 8 أميال بحرية شمال شرق رأس الحمراء. وفور وصول القوات البحرية الى موقع الفوجين شرع الحراڤة في التخطيط للفرار من قبضة حرس السواحل حيث رفضوا الخضوع لأوامر أعوان البحرية وأبدوا مقاومة شرسة انتهت في المرحلة الأولى بالعثور على قارب مقلوب في عرض البحر، وقاموا بانتشال 5 حراڤة كانوا على وشك الموت غرقا، ثم تواصلت عمليات البحث في عرض البحر لتكلل بالعثور على حراڤ آخر فوق سطح الماء تم إنقاذ حياته أيضا. لكن الفوج الثاني المشكل من 6 عناصر من الحراڤة رفض الانصياع للطلقات التحذيرية لقوات البحرية بشكل جعلها مضطرة حسب مصدر مطلع على إطلاق الرصاص الحي بعد مطاردة دامت ثلاث ساعات واشتباكات وسط البحر بعد أن أطلقت قوات حراس السواحل أعيرة نارية أسفرت عن إصابة أحد "الحراڤة" على مستوى القلب أردته قتيلا، في حين قام شاب أخر برمي نفسه في عرض البحر، ليفقد قائد القارب سيطرته ويصطدم بالوحدة نصف الصلبة الخاصة بحراس السواحل وتتحطم بالكامل. وحسب حصيلة رسمية فإن عملية المطاردة خلفت مأساة دامية قتل فيها شخصان بينما يقبع 8 تحت العناية الطبية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بعنابة. وقد عرف مدخل ميناء عنابة حركة غير عادية نهار أمس بتوافد العشرات من أفراد عائلات الحراڤة للاستفسار عن مصير أبنائهم الذين نجوا من الموت في هذه المغامرة، والذين سيحولون إلى المحاكمة بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية على مستوى المصالح الأمنية بميناء عنابة بتهمة محاولة مغادرة التراب الوطني دون ترخيص. وكان النائب البرلماني السابق وعضو لجنة الدفاع الوطني، محمد صالح بوشارب، قد أكد في توصية بعث بها إلى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية، تحوز "البلاد" نسخة منها، أن "ظاهرة الهجرة غير الشرعية دخلت منعرجا خطيرا خاصة في الشق المتعلق بالموتى نتيجة للغرق والمفقودين، إضافة إلى ما تخلفه الظاهرة من آثار سلبية على الاستقرار العام للبلاد ومسيئة لسمعة الدولة الجزائرية". وأوضح المسؤول في رسالته أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية ساهمت في تأزيم الوضع من خلال الحوادث المتكررة التي تقع في عرض البحر عند محاولة منع تسلل الشباب عبر الحدود البحرية بطريقة غير شرعية إلى الدول الأوروبية، وتطرق النائب إلى الحادث المأساوي الذي عاشته سواحل عنابة في 6 و7 أوت الجاري، حيث ارتطمت سفينة خشبية كان على متنها 23 شابا بالعائمة البحرية "الواقي" التابعة للبحرية الجزائرية أدت إلى وفاة شخصين أحدهما لم تنتشل جثته بعد وكذا إصابة 18 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة."