"ظل بلخادم لازال يهدد استقرار الحزب" يرى القيادي في الأفلان محمد الصغير قارة، الأزمة العاصفة التي يمر بها الأفلان، من زاوية أخرى مخالفة للقراءات المتداولة في الساحة السياسية، حيث يؤكد أن تفاقم الأزمة قد يحمل في طياته بوادر انفراج قريب. ومبعث تفاؤله في ذلك، أن هناك عملا قاعديا كبيرا في قسمات وقواعد الحزب النضالية يقوم به عقلاء من الأفلان لوضعه على السكة من جديد. أكد محمد صغير قارة الناطق باسم حركة التقويم والتأصيل في الأفلان، أن أزمة الحزب ستشهد انفراجا في القريب العاجل، بفضل عقلاء الحزب الذين باشروا عملا كثيفا على مستوى القواعد النضالية، لدفع قيادة الأفلان الحالية لعقد اللجنة المركزية وإنهاء حالة التسيير المؤقت التي يخضع لها الحزب منذ 7 أشهر. ودعا قارة في اتصال ب"البلاد"، كافة المتدخلين في الشأن الأفلاني إلى التقليل من حدة التصريحات في وسائل الإعلام، واغتنام شهر رمضان لإشاعة الهدوء في الحزب حتى يتسنى التفكير في مستقبله الذي تتهدده الكثير من المخاطر، خاصة مع تزامن هذه الفترة مع بداية العد التنازلي للانتخابات الرئاسية القادمة في 2014. ونفى قارة وجود أي نية لدى أعضاء المكتب السياسي في الإطاحة بالمنسق عبد الرحمن بلعياط، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير الذي ضم مجموعة من الأعضاء دون حضور المنسق، كان لتنبيه بلعياط أن القرارات داخل الحزب لا بد أن تمر عبر التوافق، ولا يجوز احتكارها من أي شخص مهما كان منصبه داخل الحزب. وفي هذا الإطار، لفت قارة إلى أن بلعياط أخطأ حينما لم يستشر كافة أعضاء المكتب السياسي في تعيينات كتلة الافلان في البرلمان. وهي القضية التي فجرت خلافات واسعة بين مختلف الأجنحة المتصارعة في الحزب العتيد. غير أن قارة اعتبر أن صيغة التعيين كانت خيارا مفروضا على بلعياط لتدارك فضيحة أصحاب الشكارة الذين وصلوا إلى البرلمان باسم الحزب في عهد بلخادم. وأوضح قارة أن هذا الاجتماع الذي أسال حبرا غزيرا في الصحافة الوطنية، لم يكن في وارده الإطاحة بالمنسق بلعياط، الذي لا يملك أحد تنحيته لأنه وجد نفسه في هذا المنصب بحكم الضرورة بعد شغور منصب الأمين العام، وسينتفي وجوده بمجرد إعادة انتخاب أمين عام جديد. وألقى قارة باللائمة في الوضع الذي وصل إليه الأفلان، على ما اعتبرهم أصحاب المصالح من أتباع الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذين ما زالوا يحاولون فرض منطقهم في تسيير الحزب، بعيدا عن قيم النضال السياسي والعقائدي الذي يشتهر بها أبناء الأفلان الحقيقيين ووفق منطق الشكارة ومحاولة شراء كل شيء بالمال حتى المواقف والقرارات. واتهم قارة عددا من أعضاء المكتب السياسي بتغيير مواقفهم حسبما تمليه عليهم المصالح دون مراعاة أدنى أخلاقيات العمل السياسي والنضالي أو أخذ الحزب بعين الاعتبار. في تلميح إلى المواقف المثيرة للجدل لعضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف، حيث قال "بالأمس كانوا مع بلخادم ثم انقلبوا عليه لما أطاحت اللجنة المركزية به، وهم الآن يتهمونه بما كنا نحذر منه منذ سنوات".