المواجهات خلفت جرحى ، والسكان يطالبون الهامل بالتدخل أسفرت مواجهات بين سكان حي الباخرة ومجموعة من المجرمين ومروجي المخدرات، أمس الاول، عن سقوط جريحين وإصابة العديد من السيدات والأطفال بحالة من الهلع، جراء الأسلحة الخطيرة التي استعملها المجرمون والتي تتمثل في سواطير وسيوف وكليموجان وطلقات سينيال. وإثر هذه المواجهات، خرج سكان حي الباخرة المحطمة في برج الكيفان عن صمتهم إزاء الاعتداءات المتكررة التي تنفذها عصابات إجرامية في حيهم، وقرروا التصدي بأنفسهم في اليومين الأخيرين لكل مظاهر الإجرام التي عششت في المنطقة منذ سنوات، بعد أن قام عدد من المجرمين باقتحام الحي وترويع سكانه بعد الإفطار. تفاصيل الحادثة حسب شهود عيان ، تعود إلى ثلاثة أيام، حيث قام أحد المجرمين بالاعتداء على شيخ هرم في الحي من أجل سلبه المال، وتصادفت هذه الحادثة مع مرور أحد شباب الحي، فقام بالتصدى لذلك المجرم ومنعه من الاعتداء على الشيخ، الأمر الذي دفع المجرم إلى الاستنجاد بعصابة من الأشرار وهددوا السكان بالهجوم على الحي. وبعد صلاة العشاء في نفس اليوم، نفذ المجرمون وعيدهم وقاموا باقتحام الحي ضمن مجموعتين تحوي كل واحدة على 20 شخصا، جاءوا في سيارات وشاحنات وفق ما روت شهادات السكان ل"البلاد"، وكانوا مدججين بكافة أنواع الأسلحة البيضاء، وعاش الحي ليلة سوداء من أثر ذلك الاعتداء، حيث أطلق المجرمون 30 طلقة سينيال واستمرت المناوشات ما يربو عن الثلاثين دقيقة، ثم انصرفوا مهددين بالعودة إلى الحي. وبعد هذا الاعتداء، قرر السكان الانتظام في مجموعات للدفاع عن حيهم من خطر عودة المجرمين، واستعانوا حتى بالأحياء المجاورة في برج الكيفان والمحمدية. وحسب الشهود فإن عددا من المجرمين بعد أن شاهدوا هبة سكان الحي، طلبوا الاعتذار عن صنيعهم ووعدوا بالكف عن الإجرام في الحي. لكن مجموعات أخرى لا تزال تهدد إلى الآن، خاصة بعد توقيف مصالح الامن لأحد المجرمين بعد أن كان متحصنا بالمسجد خوفا من أن يعتدي عليه السكان الغاضبون. ووجه سكان الحي البالغ عدد سكانه 10 آلاف ساكن اللواء هامل بالتدخل وإعطاء الأوامر لإقامة مركز للأمن الحضري في الحي، بعد أن صار مرتعا لكل صنوف الإجرام. ويشتهر هذا الحي بتجارة المخدرات والتحرش الجنسي بالأطفال والنساء، وتعاطي الكحول والأقراص المهلوسة التي تباع علنا ب700 دينار للقرص مثلما ذكره السكان. ووقفت "البلاد" أثناء تجولها بالحي على حالة الذعر الواسعة التي سببها الاعتداء الأخير، حيث يخيل للمرء وهو يطوف بين أزقة الباخرة المحطمة أنه في شوارع كولومبيا، نظرا للانعدام التام للأمن، وانتشار كافة الجرائم. ومازاد الوضع تفاقما هو الانتشار الواسع للأحياء الفوضوية والشاليهات التي استوطنت الحي منذ زمن. ويطالب سكان الحي ب?يجاد مخرج سريع للحالة التي آل إليها الحي وإبعاد كل الوجوه المشبوة فيه.