تجري مختلف فروع "اتحاد الكتاب الجزائريين" في الولايات، مشاورات باشرتها قبل فترة بخصوص ملف ترشيح رئيس الاتحاد يوسف شقرة للانتخابات الرئاسية القادمة، ليكون "مرشح المثقفين والمبدعين"، حيث إن هذا القرار، وفق ما تسرب من معلومات إلى غاية الآن، تمت دراسته على مستوى فروع الاتحاد منذ مدة، ولم تبق إلا خطوة المصادقة عليه من طرف الأمانة الوطنية للاتحاد خلال دورة طارئة ستعقد خلال شهر سبتمبر القادم، إلا أنه لم يتم الاتفاق على إعلانه إلا بعد الانتهاء من الإجراءات الضرورية المطلوبة، وسيتم الإعلان عنه رسميا السنة المقبلة، وذلك موازاة مع تنظيم المؤتمر العاشر. ويقول من يوصفون ب"أوساط قيادية في اتحاد الكتاب"، أن حظوظ "مرشحهم يوسف شقرة، ستكون وافرة، على أساس أن هذه الشريحة الصامتة، التي لم تتمكن من الظفر بمنبر للتعبير عن آرائها السياسية بعد أن أغلقت الأحزاب السياسية أبوابها أمام المثقفين، وحرمتهم من التعبير عن قدراتهم وأرائهم". وفي مقابل هذا "التفاؤل"، استقبل عشرات المثقفين هذا الخبر بكثير من النكتة والسخرية، فشقرة الذي جاء إلى "اتحاد الكتاب الجزائريين" سنة 2009 في مؤتمر طرح فيه أكثر من سؤال حول شرعيته، حسب تعليقات كثيرة، فشل في تسيير اتحاد ميت أصلا، ولم يوف بالوعود التي قطعها عقب انتخابه، فهذه "الهيئة" التي كانت وكرا للخمور، وفق تعبير شقرة نفسه، لا تزال مغلقة موصدة الأبواب في وجه المبدعين الحقيقيين، ولا يسمع أنها نظمت نشاطا ثقافيا إلا نادرا جدا، بالإضافة إلى عدم تمكن "الاتحاد" من إصدار مجلته رغم اقتراب عهدة المكتب الوطني الحالي على الانتهاء، إلى جانب مشاريع النشر وغيرها من القضايا مثار الخلاف. وكان شقرة يرافع في كل مرة أمام زملائه "الغلابى" ويقول إنه "بذل قصارى جهده لإعادة هذه المؤسسة إلى مكانتها الجديرة بها في الساحة الثقافية وإنه لم يرشح نفسه ولم يسع يوما لتولي الرئاسة وإنما عرضت عليه وما كان له إلا تلبية نداء الكتاب والمثقفين". من جهة أخرى، لا تزال ظروف تنظيم المؤتمر التاسع ل"اتحاد الكتاب" عالقة في الأذهان، حيث وقع عدد من الكتاب بيان انسحاب من المؤتمر جاء فيه أن أشغال المؤتمر جرت في ظل طرح مشروع جدول أعمال للمصادقة بدل النقاش مع ما يحمله من تجاوزات قانونية تتمثل في قوائم اللجان الجاهزة، على غرار لجنة إثبات العضوية ولجنة الترشيحات لمنصب الرئيس وقائمة أعضاء لجان المؤتمر، إلى جانب غلق باب الترشح لرئاسة الاتحاد أمام أعضاء مكتب المؤتمر ورؤساء اللجان والوفود والنواحي وانتخاب الرئيس في اليوم الأول واعتماد صيغة ''الكوطة'' في تشكيل المجلس الوطني ب''الرضوخ'' لتوصيات لجنة تحضير المؤتمر.