كان ضيف ركن نوستالجيا اللاعب المعروف بأهدافه في اللحظات الأخيرة، وهو عمر بتروني لاعب العميد سابقا والذي ساهم بأهدافه القاتلة في تتويج ناديه والمنتخب الوطني بعدة ألقاب، وحاولنا في هذا الحوار أن نتطرق لبدايات اللاعب مع الكرة المستديرة وحكاياته مع الأهداف في الدقائق الأخيرة. كما تطرق بتروني الى انتقاله الى اتحاد العاصمة، لكن قبل هذا تكلم مهاجم المولودية السابق عن لقاء ريال مدريد الودي والذي اعتبره من بين أحسن المحطات التي مر بها رفقة المولودية. وحاول بتروني بصراحته المعهودة أن يتكلم أيضا عن مواضيع أخرى متعلقة بالإصلاح الرياضي الذي اعتبره الرجل سببا في تدهور الكرة الجزائرية. كما عرج على نكسة المنتخب الوطني الذي لم يترشح الى كأس العالم 1978 بالأرجنتين. ولم ينس المهاجم أيضا الاتصال الذي جاءه من ميلان الايطالي سنة 1973 بيد أن القوانين في تلك الحقبة كانت تمنع اللاعبين من اللعب خارج الجزائر. أولا كيف هي أحوالكم مع شهر رمضان وهل أنت من الأشخاص الذين يؤثر فيهم شهر الصيام؟ الحمد لله على كل شيء، وأقول إن شهر رمضان كسائر الشهور لا يؤثر في كثيرا وأحاول تمضية وقتي بين النوم، العمل والعائلة وحتى الأصدقاء، وأقول أن الشهر الفضيل لا يؤثر علي بتاتا عكس ما يتصوره البعض. نعود الى بدايتك كيف كانت مع كرة القدم؟ بدايتي في تلك الحقبة كانت كسائر اللاعبين الآخرين، لا أخفي عليك أنني كنت أريد أن أكون لاعبا في مولودية الجزائر، حيث تقدمت للتجارب بعد أن استرجع العميد ملعب عمر حمادي التي خضتها ونجحت في ذلك، حيث كان الأصاغر في تلك الفترة يلعبون لقاءات ودية على أعلى مستوى مع فرق من المغرب العربي، لكن في تلك المدة كان مدرب الأصاغر فويلة لا يشركني معللا ذلك بقامتي وبنيتي المنفولوجية، حيث بقيت على مقاعد الاحتياط، غير أن المرحوم مولود حازورلي ساعدني كثيرا، حيث تفاجأ بتواجدي على مقعد الاحتياط وطلب من المدرب أن يبرر قراره وبعدها انطلقت الآلة بالنسبة لي وأصبحت لاعبا أساسيا حدثنا عن لقائك الأول ضد شبيبة القبائل وهو اللقاء الذي سجل اسمك في النادي العاصمي، أليس كذلك؟ حقيقة كان ذلك اللقاء سنة 1967 وقد شاركت في الشوط الثاني من مباراة شبيبة القبائل، وهو النادي الذي كان في صفوفه لاعبين كبار على غرار قلي وسجلت هدفا وبعدها أصبحت في السنة الموالية أساسيا وأنا في سن 18 سنة، وكانت أول مباراة أمام عين تموشنت في ملعب هذا الأخير. بتروني أنت معروف بصاحب الأنفاس الأخيرة وكثيرا ما سجلت أهدافا قاتلة على غرار كأس افريقيا للأندية البطلة أو ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ما سر اختيارك لهذا التوقيت لتسجيل الأهداف؟ ليس هناك سر بالتحديد، لكن لدي عقلية تؤمن بأنه مادام حكم اللقاء لم يصفر نهاية المباراة، يجب أن تصارع وتحارب حتى آخر رمق، وهو الأمر الذي حصل معي، وأذكر أن الراحل هواري بومدين قال لي بصريح العبارة "أنت توقف قلوبنا بهذه الأهداف التي تأتي في الدقائق الأخيرة"، حيث حاول أن يعرف السر وراء اختيار هذا التوقيت بالذات. شاركتم في دورة بمدريد ماذا تتذكر من تلك الدورة التي واجهتم فيها الفريق الملكي؟ إنها لحظات لا تنس، خاصة وأن الأمر يتعلق بريال مدريد الذي دعانا لإحياء الذكرى 75 لتأسيسه وأذكر أن رئيسه في تلك الحقبة شكرنا كثيرا وهنأنا على المستوى المقدم حيث خسرنا أمام الريال بهدفين لهدف واحد، ثم فزنا على إيران. قبل ذلك مباراتكم أمام حافيا كوناكري عرفت حادثة مشاركة بن شيخ بعد أن كان معاقبا، كيف حصل الأمر؟ ببساطة أنه في نهائي كأس الأندية البطلة كان حاضرا في تلك المباراة رئيس الكاف، الى جانب المرحوم كزال الذي كان رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث تم عرض شريط للقاء الذهاب الذي عوقب فيه بن شيخ بغير وجه حق وهو الأمر الذي تأكد منه الجميع عند عرضه، وسمح لبن شيخ أن يلعب النهائي وساعدنا كثيرا على تجاوز حافية كوناكري في النهائي والتتويج باللقب القاري. لو تحدثنا عن المنتخب الوطني لكرة القدم ومرورك عبره، خاصة الأيام الجميلة التي تتذكرها عنه؟ حقيقة بدايتي مع المنتخب الوطني كانت في سنة 1968 وأحسن ذكرى بالنسبة لي تبقى التتويج بذهبية الألعاب المتوسطية أمام المنتخب الفرنسي سنة 1975، حيث ساهمت في التتويج بهذه الميدالية وبعدها الذهبية أيضا في الألعاب الإفريقية سنة 1978 وكان النهائي أمام المنتخب النيجيري الذي تغلبنا عليه بهدف دون رد، وأذكر أن بومدين في نهائي الألعاب خرج من الملعب حتى لا يسمع نشيد المنتخب الفرنسي، وهو الأمر الذي حفزنا كثيرا على الفوز، خاصة وإنه قال لنا إن بداية الألعاب كانت بقسما ويجب أن تنتهي بقسما. لكن يبقى لقاء تونس في تصفيات كأس العالم 1978 من بين أتعس الذكريات بالنسبة لك، أليس كذلك؟ نعم حقيقة لكانت لدينا فرصة كبيرة في التأهل للدور الأخير، بيد أن خيارات المدرب في تلك الحقبة رشيد مخلوفي جعلتنا نخرج من المنافسة رغم أننا خسرنا بهدفين دون رد في لقاء الذهاب، لكن مخلوفي أصر على أن يشرك دحلب في تلك المباراة رغم أنه كان متعبا بدنيا، وهو الأمر الذي أثر فينا. لكنك حرمت من التواجد مع المنتخب في مونديال إسبانيا؟ كنت في تلك الحقبة قادرا على أن أعطي الإضافة، خاصة وأن لياقتي كانت جيدة وقدمت مباريات في المستوى مع اتحاد العاصمة، لكن المدرب في تلك الفترة اختار أن لا أكون مع التعداد وأنا احترم كثيرا خياراته في هذا الأمر. رغم أنك كنت من بين أحسن اللاعبين لكنك لم تحترف؟ حقيقة لم أحترف والجميع في تلك الحقبة يذكر جيدا أن القوانين كانت تمنع الاحتراف، خاصة وأن بومدين كان يمنع نجوم البطولة الجزائرية من التوجه الى الخارج، وهو الأمر الذي حدث معي، حيث كان لدي اتصال من نادي ميلان الايطالي ولالماس كان لديه اتصال من أولمبيك مارسيليا دون تناسي أيضا بن شيخ الذي كان له عرض كذلك. لم تكمل المشوار في العميد وانتقلت الى اتحاد العاصمة، هل لنا أن نعرف السبب؟ السبب الرئيسي جاء بعد قانون الإصلاح الرياضي سنة 1976 وهو القانون الذي أقول إنه لم يخدم كثيرا الكرة الجزائرية، بل على العكس قتلها وأخرج الكرة من مفهومها الرياضي، فبات الجميع يبحث عن الأموال.. تصور أننا في مولودية الجزائر عندما فزنا بكأس افريقيا للأندية البطلة تحصلنا على تلفاز ملون الى جانب منحة مالية قدرت ب 3000 دينار من طرف عبد القادر ظريف الذي أعتبر رئاسته للنادي العاصمي من أحلى السنوات، وحققت مع اتحاد العاصمة لقب كأس الجمهورية سنة 1981 أمام بلعباس. كلمة أخيرة.. أشكركم على التفكير في شخصي وأتمنى رمضان مبارك للجميع وعيد سعيد للشعب الجزائري قاطبة.