أبدت عدة منتخبات تشارك في المونديال تذمرها من مزمار الفوفوزيلا الذي بات يسبب إزعاجا كبيرا للاعبين داخل ميادين كرة القدم بجنوب إفريقيا التي تحتضن العرس الكروي العالمي. هذا المزمار المزعج المتعدد الألوان والأشكال يعتبره الجنوب إفريقيون إرثا تاريخيا وتقليدا شعبيا عريقا لهذا البلد الإفريقي، الذي يستضيف كأس العالم لأول مرة له ولإفريقيا، لكنه على الجانب الآخر، يشكل صداعا مزمنا وصوتا مزعجا، ليس للمشجعين في المدرجات فقط، بل حتى للمشاهد من خلف الشاشة الصغيرة، وأحيانا الكبيرة. وتُصنع ''فوفوزيلا'' عادة من بوق الكوكو، وبحسب التقاليد القديمة كان الناس يستعملون هذه الآلة لكي يدعوا بعضهم بعضا إلى اجتماع في مكان ما، لكن في السنوات ال15 الأخيرة أصبحت ''فوفوزيلا'' منتشرة كثيراً في ملاعب كرة القدم وأصبحت شعاراً يمثل الأمل والوحدة للكثير من سكان جنوب إفريقيا. صحيح أن لكل أنصار منتخب طريقتهم في التعبير عن دعم فريقهم، فالمنتخب البرازيلي يتألق على أنغام السامبا، في حين تسمع أجراس البقر في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك إلى العالم موجاتها الشهيرة، لكن ''فوفوزيلا'' شيء مختلف تماماً لأنها قد تؤدي إلى فقدان حاسة السمع لدى اللاعبين حسب بعض الدراسات الطبية، إحداها من جامعة بريتوريا الجنوب إفريقية التي دعمت احتجاجات بعض اللاعبين على استخدام هذه الآلة، لكن يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يريد المس بأحد التقاليد الكروية الأساسية في البلد المضيف، الأمر الذي شدد عليه رئيسه السويسري جوزف بلاتر بقوله إنها جزء من ''الثقافة الكروية الإفريقية''. وأضاف بلاتر أن ''فوفوزيلا هي ثقافة إفريقية ونحن في إفريقيا وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاؤوا ذلك.