"دروكدال" يلقي باللوم على بلمختار للهثه وراء "الزعامة" تعليمات من قيادة الجيش والمديرية العامة للأمن لمضاعفة اليقظة بالولايات أبلغت مصادر أمنية عليمة "البلاد" أن مصالح الأمن المشتركة تعيش منذ ال48 ساعة الأخيرة، حالة استنفار قصوى بالولايات خاصة في الوسط الحضري تبعتها إجراءات أمنية مشددة وعمليات تمشيط واسعة للشريط الحدودي الشرقي مع تونس و ليبيا وكذا المتاخم للحدود الشمالية لمالي والنيجر وموريتانيا. وتتزامن هذه التحركات مع سلسلة تحقيقات فتحتها المصالح الأمنية حول مضمون رسالة عثر عليها بحوزة أحد عناصر الجماعة الإرهابية التي اشتبكت معها وسط مدينة باتنة يكون قد وجهها زعيم تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الإرهابي عبد المالك دروكدال، المكنى "أبو مصعب عبد الودود"، إلى أمراء المناطق يأمر من خلالها مسؤولي الكتائب بتكثيف العمليات الإرهابية داخل النسيج الحضري في المدن والتركيز على تجنيد عناصر جديدة من الشباب في صفوف الجماعات المسلّحة. وذكرت مصادر مطلعة أن مضمون الرسالة التي وجهها دروكدال لأتباعه حملت ما يشبه "اللوم والعتاب" موجّها بالأساس إلى أمراء الكتائب التابعين ل"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بسبب التراجع الملحوظ في النشاط المسلح خلال الفترة الأخيرة لانشغالهم بأمور الزعامة دون الحرص على تنفيذ أوامر القيادة فيما تعلّق بالمخططات الإرهابية"، وهي إشارة واضحة حسب المصادر لأمير الصحراء المنشق، مختار بلمختار، الذي أعلن قبل أيام قليلة عن ميلاد تنظيم "المرابطون" الإرهابي، وهو الذي يبذل مساعي حثيثة لضم فرع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" برمته وحركة "أنصار الدين" بمعية الكتائب الإرهابية التي تنشط في تونس للتنظيم الجديد. وأشارت المصادر إلى أن أمير "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" من خلال نصّ الرسالة أبدى سخطا على الكتائب بسبب قلّة تحرّكات العناصر الإرهابية في الجبال، خاصّة بعد تضييق الخناق عليهم بفعل الحصار الذي فرضته قوّات الأمن المشتركة التي تشنّ عمليّات تمشيط متتالية متبوعة بقصف مروحي مركز في معظم المعاقل. ويدعو "أبو مصعب عبد الودود" الجماعات المسلّحة التابعة لتنظيمه إلى تحويل نشاطهم الإرهابي إلى "النسيج الحضري بالمدن" بتكثيف العمليات الانتحارية داخلها ووضع مخطّط استعجالي يقضي بتجنيد أكبر عدد من فئة الشباب والمراهقين وما وصفهم ب"المهمشين" من المستفيدين من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وربطت مصادر متابعة للوضع الأمني بين مضمون الرسالة والمحاولات الأخيرة التي قامت بها كتيبة باتنة التي يقودها الإرهابي توفيق شايب المبحوث عن عناصرها منذ التسعينيات والتي أوقفت منذ فترة مجموعة من الرياضيين بالواد الأزرق بباتنة وألقت عليهم خطبا تحريضية في مسعى لتجنيدهم ضمن نشاطهه. الى ذلك أعلنت مصالح الأمن المشتركة حالة استنفار قصوى بالولايات خاصة في الوسط الحضري من خلال تكثيف نقاط المراقبة والحواجز الأمنية تبعتها إجراءات أمنية مشددة وعمليات تمشيط واسعة النطاق بالجبال. وأفادت المصادر نفسها بأن هذه الإجراءات الأمنية المشددة، جاءت بناء على التعليمات الصادرة من قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي والمديرية العامة للأمن الموجهة لمختلف الوحدات الأمنية بولايات االوطن، بوجوب أخذ الحيطة والحذر للحيلولة دون تسلل إرهابيين لتنفيذ عمليات إجرامية.