كشفت مصادر مطلعة ل"الشروق" أن الأمير الوطني لما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عبد المالك دروكدال، المعروف باسم "ابو مصعب عبد الودود"، وجه تعليمات واوامر لأتباعه بالصحراء، لتنفيذ عمليات ذات صدى إعلامي بمنطقة الجنوب الكبير. وأكدت مصادرنا ان المعلومات المذكورة، والتي أدلى بها موقوفون وتائبون جاءت بمناسبة استعداد التنظيم الإرهابي لإحياء الذكرى الأولى لمقتل زعيم التنظيم الروحي، أسامة بن لادن، الذي قضت عليه القوات الأمريكية في غارة جوية ببكستان قبل نحو عام. وأردفت المصادر ذاتها، أن التعليمات الموجهة من قيادة التنظيم الارهابي، والتي نقلها اليهم امير الصحراء "نبيل مخلوفي" لقيادات الكتائب الارهابية، تهدف أيضا لتخفيف الضغط عن الحصار الذي تواجهه القيادة الوطنية بالشمال، من خلال تكثيف عمليات بمناطق الجنوب لتشتيت تركيز تدخلات الجيش بمناطق التنظيم بتيزي وزو وبجاية وبومرداس، اين تلقى اتباع دروكدال ضربات موجعة الفترة الاخيرة، اسفرت عن القضاء على عدد من القيادات والامراء والاعوان. كما جاءت الاوامر بعد عجز التنظيم الارهابي عن تجنيد انتحاريين جزائريين، ورفض الملتحقين الجدد تنفيذ عمليات انتحارية بمناطق الشمال، واستنادا الى ذات المصادر المتطابقة، فإن "دروكدال" جعل من النشاط الارهابي معيارا في الترقيات بالتنظيم الارهابي، وامر باستهداف المنشآت الرسمية والمرافق الأمنية. وامام هذه الوضعية، وضعت قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة مخططا امنيا استعجاليا، بهدف اجهاض مخططات التنظيم واحباط العمليات، وتتجلى خطوطه العريضة في تكثيف الانتشار الامني بالشريط الحدودي لمنع التسلل والدوريات بالمروحيات، وزيادة عدد السدود الامنية، واعادة تلك التي تم ازالتها بعد رفع حالة الطوارئ، وتكثيف عمليات المداهمة والمراقبة الفجائية للاشخاص. ومعلوم أن التنظيم الارهابي المسمى "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"، يتواجد بالصحراء بكتيبتين، هما الملثمون بزعامة مختار بلمختار، وكتيبة طارق بن زياد بزعامة عبد الحميد ابوزيد.