لم تمر سوى أيام قليلة على إحباط قوات الجيش والأمن الجزائريين، للهجوم الارهابي في مدينة باتنة الذي حاول من خلاله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعث "نشاطاته النوعية" مجددا، حتى أعلنت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش أحبطت هجوما كبيرا خطط لتنفيذه ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يستهدف مدينة تونس العاصمة، في محاولة منه لنقل دائرة نشاطاته من منطقة جبل الشعانبي الحدودية مع الجزائر، إلى عمق الأراضي التونسية والمدن الكبرى. وقال مصدر في الجيش التونسي إن قواته تمكنت من القضاء على 4 "إرهابيين خطرين " تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي يأتي بعد أيام من اكتشاف مخيم تدريب أنشأه التنظيم لتأهيل عناصره من أجل القيام بعمليات في قلب المدن الكبرى. وتأتي هذه المعلومات الأمنية التي كشفتها السلطات التونسية، عقب أسبوع من كشف "البلاد" مقاطع من رسالة تم العثور عليها بحوزة أحد المسلحين الذين تم القضاء عليهم في ولاية باتنة، موجهة من طرف زعيم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك درودكال التي أبدى فيها قلقه من البطء الكبير الذي تعرفه وتيرة نشاطات جماعته في المناطق الجبلية، مطالبا إياهم بتغيير استراتيجة نشاطاتهم نحو المدن الكبرى التي عاشت هدوء كبيرا في الآونة الأخيرة مقارنة مع مناطق أخرى في الجبال أو في الصحراء . وكشفت الرسالة التي كشفت عنها "البلاد" والموجهة الى "أمراء" المناطق، يأمر من خلالها مسؤولي الكتائب بتكثيف العمليات الإرهابية داخل النسيج الحضري في المدن والتركيز على تجنيد عناصر جديدة من الشباب في صفوف الجماعات المسلّحة. وذكرت مصادر مطلعة أن مضمون الرسالة التي وجهها درودكدال لأتباعه حملت أيضا ما يشبه "اللوم والعتاب" موجّها بالأساس إلى أمراء الكتائب التابعين ل"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بسبب التراجع الملحوظ في النشاط المسلح خلال الفترة الأخيرة لانشغالهم بأمور الزعامة دون الحرص على تنفيذ أوامر القيادة فيما يتعلّق بالمخططات الإرهابية، حيث حاول استغلال هذه الدعوة في التنافس الذي يجري حاليا بينه وبين أمير الصحراء المنشق، مختار بلمختار، الذي أعلن هو بدوره قبل ذلك عن ميلاد تنظيم "المرابطون" الإرهابي، الذي يسعى من خلاله للحصول على اعتماد من التنظيم العالمي للقاعدة من أجل قيادة الفرغ المغاربي فيه. وربط مراقبون لنشاطات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بين هذه الاستراتيجية الجديدة التي يتبناها والخسائر الفادحة التي يتلقاها عناصره في المناطق الجبلية النائية في كل من الجزائروتونس ، حيث يريد أن يخفف الخناق عنهم عبر استهداف المدن في البلدين ، و هو ما جعل التنسيق بين المصالح الأمنية فيهما يزداد في الشهور الأخيرة، وقد كشفت مصادر إعلامية في تونس أن مصالح الأمن التونسية تسلمت قائمة لأشخاص يجري البحث عنهم في الجزائر، يتوقع التحاقهم بالتراب التونسي ضمن أفواج السياح الجزائريين بعد عيد الفطر، وأوضحت المصادر أن المبحوث عنهم التحقوا حديثا بالجماعات الإرهابية وليست لهم سوابق قضائية، مشيرة إلى أن التحاقهم بتونس يندرج في إطار التخطيط لهجمات واعتداءات إرهابية على هامش ذكرى 11 سبتمبر. من جهة أخرى، طلبت مصالح الأمن الجزائرية من نظيرتها التونسية في مراسلة خاصة، تشديد الرقابة على عمليات كراء السكنات والشقق في المدن بصورة خاصة، والتي يمكن أن يتنكر فيها الإرهابيون على شكل سياح لتسهيل مهمة التغلغل نحو أهدافهم. طالع أيضا: رسالة بحوزة أحد إرهابيي باتنة تكشف: "القاعدة" تعيش حصارا في الجبال وتريد نقل نشاطها إلى داخل المدن