نددت ما يسمى ب"حركة إنقاذ الأرندي" بما وصفته سيطرة أنصار الأمين العام السابق أحمد أويحيى، على اللجان الولائية لتحضير المؤتمر من أجل عودة تيار أويحيى إلى التحكم في قيادة الحزب. واعتبرت ذلك بمثابة "تكريس للأمر الواقع الذي يمهد لبقاء دار لقمان على حالها"، تماما مثلما كان عليه الأمر قبل استقالة أويحيى. ويأتي هذا الموقف بعدما أظهرت نتائج انتخابات اللجان الولائية لتحضير المؤتمر الرابع التي جرت يوم 7 سبتمبر الجاري، هيمنة الموالين لأويحيى على اللجان المحلية، ما يعني تراجع نفوذ المعارضين له والمنضوين تحت لواء لجنة إنقاذ الأرندي، وتجسد ذلك خصوصا على مستوى المكتب الولائي للعاصمة. كما أفادت آخر الأخبار المسربة من بيت الأرندي بعدم وجود نية لدى أويحيى العودة إلى الواجهة، لكنها أكدت أن عودته تتم بطريقة أخرى من خلال سيطرة تياره الذي تحكم في زمام الأمور بعد عملية انتخاب اللجان الولائية التي سيطر عليها بنسبة كبيرة. يأتي هذا في وقت اشتد فيه الصراع بين خصوم أحمد أويحيى وأنصاره، للسيطرة على اللجان الولائية المشرفة على عقد الجمعيات العامة لاختيار مندوبي المؤتمر الرابع للحزب. ويرى مراقبون أن بقاء تأثير أويحيى داخل الحزب، بعد قرابة سنة كاملة على استقالته، تحمل أكثر من مؤشر على أن الرجل لم يرم المنشفة. من جانبها أفادت نورية حفصي في اتصال لها مع "البلاد" بأن" تيار أويحيى لم يغادر الأرندي حتى يعود"، كما أكدت رفضها كل التجاوزات التي حدثت في عملية انتخاب اللجان الولائية التي تمهد لانتخاب المندوبين المشاركين في المؤتمر، وأوضحت أن هناك اجتماعا الخميس المقبل يتم من خلاله مناقشة تطورات الأحداث داخل الأرندي وما حدث في عملية انتخاب الممثلين الولائيين. كما ذكَرت حفصي أن سبب انتفاضة المناضلين التي أسفر عن تنحية أويحيى لم يكن من أجل "إبعاد أشخاص بقدر ما جاء من أجل رفع التهميش والإقصاد الذي يعاني منه المناضلين إضافة إلى محاولة لمّ الشمل الذي يساهم في العودة القوية للحزب إلى الساحة السياسية". ورفضت حفصي عودة الممارسات والسلوكات التي سبقت انتفاضة المناضلين قبل تنحية أويحيى. هذا وقد تحدثت مصادر من داخل بيت الأرندي عن رفض الأمين العام السابق أحمد أويحيى الاستجابة للدعوات التي وجهها له بعض المقربين منه، من أجل الترشح مرة أخرى لتولي قيادة الأرندي، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يعيشها الحزب. وحسب المصادر ذاتها فإن مجموعة من القياديين حاولوا إقناع هذا الأخير بالعودة إلى ساحة الحزب، خاصة بعد مطالبة مجموعة من المناضلين بولاية تيزي وزو برجوع هذا الأخير إلى قيادة الحزب.