العاصمة، غرداية، تبسة، تلمسانالجلفة، وولايات أخرى الأكثر استهدافا المجندون ينتقلون إلى ليبيا لتلقي التدريبات على القتال واستعمال السلاح أصبح موضوع ما يعرف بتنظيم "جبهة النصرة" المتطرف الذي دخل الى الأحداث في سوريا قبل سنتين محل اهتمام عالمي كبير، خصوصا بعد مواقفه الأخيرة من قوى المعارضة السورية، التي أعلن إدراجها ضمن أعدائه، بالاضافة إلى التقارير التي تحدثت عن زيادة نفوذه في الساحة السورية، والخطر الذي يمثله على الحراك السوري ضد نظام بشار الأسد. لكن وقع نشاطات التنظيم المتفرع عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي تأسس في العراق بعد الغز والأمريكي عام 2003، امتد إلى العديد من الدول البعيدة ومنها الجزائر، حيث انتشرت معلومات عن تكوينه شبكات تجنيد من أجل ضم عناصر جديدة لتقوية تواجده على الساحة السورية، التي أصبح يشكل فيها القوة الثالثة التي تتواجد في أرض الصراع هناك، إضافة إلى كل من الجيش النظامي وما يعرف بالجيش السوري الحر التابع لائتلاف المعارضة، فقد كشف تقرير أنجزه مراسل وكالة "انتر براس" في الجزائر وشمال افريقيا، أن شبكات جبهة النصرة قد تمكنت من التغلغل في العديد من الولايات، والتي توزعت على مختلف جهات الوطن، وخص بالذكر كل من الجزائر العاصمة وغرداية، وتبسةوتلمسان وادي سوف والجلفة وتيارت وبسكرة واليزي وعنابة. وحسب مصادر أمنية، فان نشاطات التجنيد ازدادت وتيرتها بصورة ملحوظة في الستة أشهر الأخيرة. وقال التقرير إن دور العناصر الجزائرية في صفوف جبهة النصرة ليس جديدا، حيث اعتبره امتداد لانخراط الكثير منهم في العمليات المسلحة التي شهدها العراق ضمن ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، حيث وفد إليه الكثير من ذوي الخبرة القتالية التي اكتسبوها من النشاطات الإرهابية في الجزائر، وفي مواجهة قوات الاتحاد السوفياتي خلال الحرب في أفغانستان. أما عن الطريق التي يسلكها هؤلاء من بلدهم الجزائر نحو ساحة الصراع في سوريا، فقد كشف التقرير أنها تتم عبر ليبيا التي يتجهون إليها مباشرة بعد قبولهم الانضمام إلى "جبهة النصرة" يتلقون هناك التدريبات على القتال واستعمال السلاح، ومن ثم ينتقلون إلى تركيا وعبر حدودها الجنوبية مع سوريا، يدخلون إلى خطوط المواجهة ضد قوات نظام بشار الأسد، وربما حتى ضد بعض قوات المعارضة التي وصلت الخلافات بينهما إلى حد إعلان الحرب. أما عن الأساليب التي يستعملها مجندو "جبهة النصرة" في الجزائر، فهي التأثير من خلال استعمال الآيات والأحاديث التي تحث على "الجهاد"، وتصوير ما يعتبرونه ب "القمع الدموي والطائفي" الذي يمارسه نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري. وأرجع خبراء في شؤون الجماعات المسلحة، زيادة تنظيم جبهة النصرة من جهوده لتنجنيد مقاتلين في الجزائر إلى النقص في عدد أفراده المقاتلين والمؤهلين لخوض معارك طويلة. ولهذا فإن الاتجاه حاليا إلى دول المغرب العربي وخصوصا في كل من الجزائروتونس وليبيا، وهو ما يفرض على سلطات الدول الثلاث تنسيق الجهود من أجل احتواء الظاهرة، لكن الخبراء بشؤون الإرهاب لاحظوا أن لا وجود للتجنيد فيما يعرف ب "جهاد النكاح" بين الفتيات الجزائريات، حيث اقتصرت الظاهرة حتى اللحظة على كل من تونس والمغرب، حيث توجهت الكثير من الشابات لإقامة علاقة زواج مؤقت مع المسلحين، حتى لا يفقدوا تركيزهم في المعارك التي يخوضونها!