أمل تعويض الفرحة في ملعب تشاكر شهدت الشوارع ندرة في الحركة خلال زمن مباراة المنتخب الوطني ضد نظره البوركينابي في ذهاب مبارة السد المؤهلة إلى كاس العالم في البرازيل السنة المقبلة، فقد خلت الشوارع من حركة المرور وتحركات المارة، لاسيما على مستوى مختلف المحلات التجارية، حيث استطاع رفقاء فغولي فرض حظر للتجول في المدن الجزائرية وهم يخوضون الشطر الأول من مغامرتهم في طريق المونديال. لكن المكان العمومي الوحيد الذي شهد تجمعا للجماهير المتابعة للمباراة هي المقاهي التي اكتظت عن آخرها، حيث تسمرت الأعين على شاشات التلفزيون الناقلة للمباراة، مع تفاعل كبير لمختلف مجرياتها وتتعالى الصرخات مع كل لقطة خطيرة يقوم بها لاعبو كلا المنتخبين تخوفا من الجانب البوركينابي، وحماسا في هجمات رفقاء مبولحي الذي شهدت إشادة كبيرة من طرف الجماهير بالحارس مبولحي لدى تصديه البطولي لضربة الجزاء التي منحها الحكم في الشوط الأول للمباراة، حيث عادلت فرحة هدف محقق لما يمثله من دفعة معنوية للاعبي المنتخب. لكن تسجيل المنتخب البوركينابي لأول هدف في نهاية المرحلة الأولى في المباراة، جعل الجماهير تتحسر على نهاية هذا الشوط بنتيجة سلبية للخضر، على أمل أن يتم تدارك التأخر في أقرب فرصة ممكنة، وهو الذي تتحق لهم بالهدف الرائع الذي وقعه سفيان فغولي دقائق قليلة بعد بداية الشوط الثاني، حيث تعالت الهتافات وعادت نفس الروح الحماسية التي طبعت بداية المباراة. لتعود المخاوف مرة أخرى مع توقيع الخيول للهدف الثاني، وتبدأ دقات الجزائريين تتسارع مع كل دقيقة على أمل التعديل لا تعميق البوركينابيين لتقدمهم، ليعيد كارل مجاني الروح إلى المناصرين مجددا من خلال هدفه الذي وقعه بعد ركنية جميلة من البديل تايدر. وبدا واضحا تأثير حماسة المعلق الجزائري في قناة الجزيرة الرياضية حفيظ دراجي في تجييش مشاعر المشاهدين، حيث زاد من "سوسبانس" المباراة الدراماتيكية، التي أكد فيها الخضر قوة عزيمتهم في بلوغ المونديال، وتعويض كل هدف ضدهم بآخر لصالحهم . لكن المنعرج الذي أخرج المباراة من كونها تنافس بين فريقين على ضمان نصف تأشيرة المونديال إلى نكسة كبيرة للحكم الذي أعطى المنتخب البوركينابي ضربة جزاء غير صحيحة بصورة جد واضحة ولا لبس فيها، جعل مشاعر المناصرين الجزائريين تشتعل نقمة عليه لأنه حرمهم من نتيجة إيجابية محققة عبر التعادل 2 - 2، كانت ستسهل عليهم اقتطاع النصف الثاني من التأشيرة في ملعب تشاكر في البليدة. ورغم هذه النقمة على قرار الحكم المفاجىء والغير مفهوم، إلا أن الجماهير الجزائرية خرجت بعد المباراة وكلها ثقة في أشبال المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش إلى درجة أن بعض السيارات في وسط العاصمة أطلقت العنان لأبواقها تعبيرا عن رضاها على لاعبي المنتخب بعد الأداء البطولي والرجولي الذي ظهروا به خلال المباراة، الأمر الذي يفتح أبواب الأمل في أن تكون موقعة تشاكر في البليدة يوم 19 نوفمبر القادم هي الجسر الذي سينقل محاربي الصحراء إلى بلاد السامبا، بشرط أن يحافظوا على الروح القتالية التي لعبوا بها أمس، والتي أكدوا من خلالها أنه فريق كبير يستطيع ويستحق بلوغ نهائيات كاس العالم من دون أن تؤثر قرارات التحكيم الإفريقي الغريبة والصادمة في تحقيق حلم ملايين الجزائريين في رؤية منتخبهم ضمن نسخة مونديالية جديدة يرفع فيها علم الجزائر عاليا مع الكبار في الساحرة المستديرة.