"الوصايا العشر" لملتقى الإعلام الثقافي بورڤلة تدعو إلى ترسيمه.. الجنوب يطالب بتفهمه واستيعاب ثقافته لأنه تجاوز مطالب الغاز والماء غادر المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول "دور الإعلام الثقافي في تنمية الفعل الثقافي بالجزائر" دار الثقافة "مفدي زكريا" بورڤلة مساء أمس، تاركين معهم عشر وصايا رأوا أنها كفيلة برد الاعتبار لقطاع الثقافة في الإعلام الجزائري بمختلف قنواته وعناوينه، حيث دعوا بعد يومين من النقاش، إلى "تثمين وتقدير الجهد المحمود لدار الثقافة مفدي زكريا في تنظيم الملتقى والدعوة إلى استمرار في هذه المبادرات التي تخدم الثقافة الجزائرية، ومشاركة أوسع للجامعة في الاهتمام بقضايا الإعلام الوطني وبالذات الثقافي منه عبر الدراسات والأبحاث الأكاديمية المتخصصة التي تكون سندا للممارسة الإعلامية اليومية، والتفتح على المؤسسات الإعلامية"، بالإضافة إلى "حث المؤسسات الثقافية على الانخراط أكثر في المجهود العام وتبني مشاريع ومبادرات حقيقية لتأسيس علاقة قوية وفاعلة بينها وبين المؤسسات الإعلامية، وضرورة مساهمة المؤسسات الإعلامية أكثر في إعطاء المساحة المناسبة المادة الثقافية وإيلاء قضايا الإعلام الثقافي الاهتمام الكافي ومنح القدر المناسب من جهودها وإمكانياتها إلى مجالات التكوين". وركزت التوصيات أيضا على "ترسيم الملتقى بصفة دورية في موعد سنوي دائم، مع ضرورة تنويع مواضيعه في كل دورة يتم الإعداد لها مسبقا وفق آلية تنظيمه، وطبع أعمال الملتقى ونشرها حتى تكون دعامة مكتوبة توثق لمجهود المبذول فيه وجعله في متناول الإعلاميين والباحثين والطلبة والعمل على إشراك المؤسسات الإعلامية في أشغال الملتقى باعتبارها شريكا في التفاعل مع الفعل الثقافي ومساهمة في تنميته في البلاد". ورأى البيان الختامي للملتقى أنه من الضروري إنشاء فضاء اتصالي على مستوى المؤسسات الثقافية، يجمع مختلف مراسلي المؤسسات الإعلامية، من أجل تسهيل انتقال المعلومة، وإيجاد سبل لتطوير العمل الثقافي والترويج له إعلاميا، والحض على استحداث آليات لرفع مستوى أداء الإعلاميين من خلال التأطير والتكوين المستمرين، وإنهاء الممارسات السلبية التي تكون المادة الثقافية ضحيتها الأولى، والارتقاء إلى مستوى حضاري وإحداث توازن بين المردود التجاري والمادة الثقافية". وكانت أشغال اليوم الثاني انطلقت بمداخلة للباحث والإعلامي محمد بغداد ناقش فيها موضوع "استراتيجية الجودة في الإعلام الثقافي الجزائري، وأوضح فيها أن الصحافة لدينا لا تمتلك رؤية للمستقبل تبحث سبل تحسين ما تقدمه للمتلقى من باب "تحسين الخدمة"، وقال إنه حتى المطاعم في بلدان غربية تجري استطلاعات لآراء زبائنها حول نوعية ما تقدمه لهم من مأكولات بغرض تحسينها إن وفق الأذواق، لكن المؤسسات الإعلامية الجزائرية، سواء الخاصة أو العمومية لا تفعل أو تفكر في ذلك أصلا. وأكد المحاضر أننا "نحتاج في المرحلة الحالية إلى ضرورة تثمين التجارب المنجزة، والسعي إلى إعادة النظر في الحركية الإعلامية، وعلاقتها بالفعل الثقافي في الجزائر، من أجل بناء مشهد إعلامي ثقافي حقيقي يكون في مستوى الرهانات الحالية، ويستجيب للتحديات القادمة". وعلق على مضامين ما تبثه القنوات الجزائرية الخاصة والتلفزيون العمومي، فقال "هناك تقارير تؤكد أن الصور التي تبثها تلك القنوات أو حتى التلفزيون العمومي غير مطابقة للمعايير الدولية المتعارف عليها. من ناحية أخرى، سجل الدكتور أحمد بقار من جامعة ورڤلة مجموعة من الملاحظات حول نقاط التلاقي بين الإعلام والثقافة مستخدما تعاريف أكاديمية رأى البعض أنها "مثالية كثيرا"، ما نفاه المحاضر، بينما أوضح الأستاذ حكوم سليمان، وهو رئيس ديوان الدراسات والأبحاث التاريخية ومن أعيان ورڤلة، خلال النقاش، أن "الجنوب يملك ثقافة عريقة وأصيلة، حاول الاستعمار الفرنسي طمسها وتحويل الصحراء إلى مناطق عسكرية"، موضحا أن "الجنوب تجاوز مطالب الغاز وتعبيد الطريق والماء كثيرا، ولا ينتظر شقفة من أحد، وكل ما يريده حاليا، أن يتم تفهم ثقافته والإمعان فيها".