كشفت مصادر مطلعة ل«البلاد" أن الوزير الأول عبد المالك سلال يكون قد التقى، خلال زيارته إلى جنيف في سويسرا، القيادي التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد وهذا بعد زيارة قادته الى المدينة السويسرية للمشاركة في حفل التوقيع على مذكرة التفاهم مع معهد الأممالمتحدة للتكوين والبحث من اجل التعاون مع "مجموعة ال77". ولم تورد المصادر تفاصيل إضافية عن الزيارة وهل كانت في إطار زيارة مجاملة، أم أن لها كما ترجح أهدافا سياسية، خاصة أن الجزائر مقبلة على استحقاقات هامة، على رأسها تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية في 2014. ويعتبر اللقاء الأول من نوعه بين آيت أحمد ومسؤول جزائري بمستوى وزير أول منذ فترة طويلة، رغم أن الاتصالات بين الطرفين لم تتوقف حتى في المراحل الحرجة في علاقة السلطة بالأفافاس. وتأتي خطوة سلال في مسار تقارب بين الأفافاس والسلطة بدأ بتعاطي الحزب إيجابيا مع الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس بوتفليقة في خطابه الشهير في أفريل 2011، وبالتالي خروج جناح كريم طابو الذي مثل المعارضة الراديكالية من قيادة الحزب، ليخلفه علي العسكري الذي تبنى خطابا براغماتيا وهادئا مع السلطة. وجاءت المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية في 2012 للتتوج السياسة الجديدة لأفافاس، لينهي بذلك الحزب سياسة المقاطعة التي ميزته لأكثر من عقد. وفي المقابل أقدمت السلطة من جهتها على خطوات لاقت من خلالها الأفافاس في منتصف الطريق، كان على رأسها إعطاء حيز كبير للحزب في وسائل الإعلام العمومية على غير العادة، كما حظي الأفافاس بكوطة لم يكن يحلم بها في نتائج الانتخابات التشريعية في 2012، زيادة على رسالة سعداني لآيت أحمد التي غازله فيها، مؤكدا أن آيت أحمد الرجل التاريخي يحظى بمكانة خاصة لدى رئيس الجمهورية، قائلا له إن التاريخ سيحفظ "صنيعكم ومواقفكم التي هي محل تقدير كبير لدى الجزائريين، وكذا لدى السلطات العمومية، في سبيل الوحدة الوطنية والسلم والمصالحة والتماسك، وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الجزائرية". ويرى بعض المراقبين، في اتصال مع "البلاد" للتعليق على اللقاء بين الرجلين، أن هذه الخطوة ليست مستغربة بعد المسار التقاربي والتصالحي بين الأفافاس والسلطة منذ سنتين، خاصة أن آيت أحمد يعتبر أحد المناضلين التاريخيين وليس له طموح سياسي، مما يجعل من الرجل في المرحلة الحالية محل احترام وتقدير مختلف التيارات السياسية، وبالتالي سيكون لرأيه في الاستحقاقات السياسية المصيرية وزن وصدى عن الشارع وعند السياسيين. ويتحدث المراقبون عن صفقة سياسية تقضي بضم الأفافاس إلى التحالف الجديد الذي بدت معالمه تتشكل بين الأفلان وتجمع أمل الجزائر "تاج" لعمار غول والحركة الشعبية الجزائرية لعمارة بن يونس، وهذا بغية الاتفاق على المواعيد السياسية المستقبلية كتعديل الدستور والانتخابات الرئاسية في 2014.