يطلق الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها تحقيقا ميدانيا حول المخدرات في الوسط المدرسي بداية سنة 2014 بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية. وأكد المدير العام للديوان محمد زوغار أن "التحضيرات تعد في مرحلة الإعلان عن المناقصات لانجاز هذا التحقيق الذي سيخص المؤسسات التربوية في الطورين المتوسط والثانوي". وأوضح المتحدث أن الأمر يتعلق بتحقيق مستهدف يأتي بعد التحقيق الوطني الشامل حول نسبة تعاطي المخدرات الذي تم خلال 2010، فيما سيتم إطلاق تحقيق آخر في الوسط الجامعي. كما سيتم قريبا تشكيل شبكة تتكون من عدة جمعيات لمكافحة المخدرات في الجزائر من أجل مشاركة أكبر للمجتمع المدني في القضاء على هذه الآفة. وأشعر الديوان الوطني لمكافحة المخدرات 179 جمعية وطنية ومحلية تنشط في مجال مكافحة المخدرات من بين 334 جمعية تم إحصاؤها بهدف إنشاء شبكة جمعيات، وذلك من أجل مشاركة أكبر في مكافحة هذه الآفة". وأكد زوغار الديوان شرع في التعرف على انشغالات تلك الجمعيات ولإنشاء شبكة جمعيات تسعى إلى مشاركة أكبر في مكافحة المخدرات، على اعتبار أن الحركة الجمعوية تظل شريكا "أساسيا" للديوان في مجال مكافحة المخدرات لاسيما من خلال حملات تحسيسية حول أخطار استهلاك المهلوسات. وفي السياق ذاته أكدت الأبحاث الميدانية التي قامت بها مجموعة من المصالح أن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و16 سنة هم الأكثر عرضة لاستهلاك المخدرات انطلاقا من مذكرة لإحدى الدراسات التي كانت قد أجريت بالجزائر وشملت أكثر من 20 ثانوية وجاء فيها أن 14 في المائة من التلاميذ تعاطوا المخدرات ولو مرة واحدة داخل المؤسسة التعليمية. كما تُظهر البحوث الميدانية في هذا المجال أن بعض عصابات الإجرام تعتمد على التلاميذ المتسربين في بيعها خارج أسوار المدرسة لأشخاص يتم استهدافهم لاسيما أولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، علما أن الوسط المدرسي أهم فضاء تستهدف فيه الفتيات بالمخدرات. للتذكير فقد تم حجز أزيد من 186 طنا من القنب الهندي خلال الأشهر ال11 من سنة 2013 أي زيادة بأكثر من 42 بالمائة من الكمية المحجوزة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2012، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بالأوساط المدرسية خصوصا بالثانويات.