كشف مصدر مقرب من ديوان الرئيس التونسي منصف المرزوقي، أن الزيارة القصيرة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تونس في طريق عودته من الزيارة المعلنة مسبقا إلى ليبيا، أن لقاء جمع بين سلال والمرزوقي تناولا فيه جملة القضايا وعلى رأسها الأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب. ونقلت وسائل إعلام عالمية عن المصدر أن الشراكة الأمنية بين البلدين وخاصة في مجال حماية الحدود وتعزيز الجهود التي يبذلها البلدان في مجال ضبط الأمن في المناطق الحدودية المشتركة، هو العنصر الذي ركز عليه الطرفان والرئيس التونسي على وجه الخصوص، نظرا إلى المشاكل الأمنية التي تعيشها بلاده على الصعيد الأمني، وهي تخوض حملة عسكرية ضد الجماعات الإرهابية التي تتحصن في الجبال منذ شهور. وأضاف المصدر التونسي أن الطرفان اتفقا على وضع خطة عمل مشترك بين البلدين يهدف إلى زيادة وتيرة التنمية في الحدود المشتركة وحمايتها من التهديدات الإرهابية، ومختلف الظواهر المرتبطة بها مثل تهريب الأسلحة. وكان سلال قد التقى أيضا مع رئيس الحكومة التونسية، الذي أكد على "العلاقة الاستثنائية التي تجمع بين الطرفين، التي تنتظر المزيد من التطوير والتحسين في المستقبل"، وهو ما أكد عليه أيضا سلال بأن العلاقات بين البلدين ستعرف دفعا جديدا بعد عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في شهر فيفري المقبل. بالمقابل، أبدى سلال اهتماما كبيرا بالتأكيد على ابتعاد الجزائر عن التدخل في الشأن الداخلي التونسي، حيث قال إن الجزائر تريد فقط أن تخرج جارتها الشرقية من ازماتها الراهنة وتمضي قدما نحو المستقبل، وهو ما يمكن قراءته كرد على بعض الأطراف التونسية التي ترى في المساعدة التي تقدمها الجزائر في القضاء على المشاكل الأمنية "تدخلا في الشأن الداخلي لبلادهم". يذكر أن لقاء سلال مع لعريض هو الوحيد الذي تم الإعلان عنه رسميا، بينما لم تذكر المصادر الرسمية المحادثات التي جرت بينه وبين الرئيس التونسي منصف المرزوقي، التي لم يتم الكشف عنها إلا عبر هذا التسريب الذي نقل الخبر من مصدر مكلف بالجهاز الإعلامي للرئاسة التونسية. وحملت الزيارة المغاربية للوزير الأول طابعا أمنيا واضحا، حيث رافقه وزير الداخلية الطيب بلعيز إضافة إلى وزيري الخارجية والطاقة، وركز سلال خلالها على أهمية العمل المشترك بين بلدان المنطقة في مواجهة النشاطات الإرهابية التي تمثل تهديدا جماعيا لكل الإقليم، لاسيما في ليبيا التي تعتبر الزيارة هي الأعلى مستوى لمسؤول جزائري بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، وحذر سلال خلالها الليبيين من الانجرار خلف العنف والتقسيمات التي يمكن أن تؤدي بالبلاد إلى الهاوية، مؤكدا أن الجزائر مستعدة لتوفير الدعم اللازم لها وعلى رأسها تدريب عناصر الأمن الليبي المختصين في حماية الحدود.