انتشر مقطع فيديو نشره ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت يظهر امرأة قالت إنها جزائرية تعيش في مخيم اليرموك المحاصر بالعاصمة دمشق المحاصر منذ أسابيع عديدة، تطلب فيه النجدة من السفير الجزائري في سوريا كي ينقذها وأبناءها اليتامى من الموت جوعا. وأظهر الفيديو المرأة وهي في طابور طويل رفقة طفل صغير من أجل الوصول إلى نافذة يبدو أنها مخصصة لتقديم المعونات الغذائية في المخيم المنكوب، وهي تحمل علبة بلاستيكية لتوجه نداءها الى السفير الجزائري بالقول "أنا مواطنة جزائرية، هل يعقل وبلدي دولة كبيرة وعظيمة وأنا اأقف في انتظار الأكل بهذه الطريقة"، ثم رفعت العلبة البلاستيكية لتوجه خطابها الى السفير الجزائري بالقول: أيها السفير أريدك أن تراني، لقد كلمتك بالهاتف قبل أسبوعين ووعدتي بأن تخرجني من المخيم وثبت أن كلامك لم يكن صحيحا، وأنا أولادي الثلاثة يتامي وزوجي توفي قبل 20 يوما وبنتي مريضة، وبقيت أشحت في المخيم كي أحصل على إعانات". وأضافت السيدة في كلامها الذي كان مزيجا بين اللهجتين السورية والجزائرية "هل الدولة الجزائرية وسفارتنا يرضيهم أن مواطنة جزائرية يحصل معها مثل هذا الأمر في هذا المخيم الذي كله يعاني من الجوع والأمراض ولست أنا فقط" . يذكر أن المخيم المخصص للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق يعود الكثير منهم الى أصول جزائرية حيث تم تهجيرهم من فلسطين بعد النكبة. يذكر أنه برزت مأساة إنسانية في هذا المخيم تمثلت في وفاة 40 من اللاجئين الفلسطينيين، بينهم سبعة أطفال بسبب الجوع، وذلك في مخيم اليرموك للاجئين الذي يقع جنوب مدينة دمشق والذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، خضع لحصار مشدّد من قبل النظام منذ سيطرة المعارضة المسلحة عليه في أواخر سنة 2012، لكنه منذ حوالى ستة أشهر بات يخضع لإغلاق كامل، بحيث يمنع الدخول إليه أو الخروج منه، مما حرم حوالى 20 ألفاً من المتبقّين فيه من المواد التموينية والصيدلانية. وكان يقطن في هذا المخيم قرابة نصف مليون، ثلثهم من الفلسطينيين، أي أنه منطقة مختلطة، وهو يقع في قلب أحياء عشوائية كثيفة السكان، مثل التقدم، والتضامن، والحجر الأسود، ويلدا، علماً أن السكن العشوائي هو منطقة غير منظمة فيها أبنية من طبقات، لا أكواخ صفيح، وتقطعها شوارع ضيقة.