سحب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس الماضي، استمارات ترشحه لعهدة رابعة على مستوى وزارة الداخلية، بحسب ما نقلته مصادر متطابقة يوم أمس، هذه الخطوة تعتبر إعلان ترشح رسمي، وهي قرار ينهي الجدل القائم منذ أشهر بشأن موقف وموقع الرئيس بوتفليقة من رئاسيات السابع عشر أفريل القادم. ومن شأن قيام بوتفليقة بسحب استمارات ترشحه لعهدة رابعة أن يعزز الموقع السياسي للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، الذي لقي انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة ومن معارضيه على إصراره إعلان ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة، رغم أن المعني لم يفصل بشكل علني في القرار، وقد أصرّ سعداني في العديد من المناسبات على أن بوتفليقة سيترشح لعهدة رابعة وأنه سيكون مرشح الحزب العتيد، وهو الموقف الذي بدا غير مفهوم على ضوء الحالة الصحية التي يوجد عليها الرئيس بوتفليقة منذ أن عاد في جويلية الماضي من رحلة العلاج الثانية. عمليا يبدو أن بوتفليقة "سيسحق" كل منافسيه وسينجح في افتكاك العهدة الرابعة بكل أريحية رغم ظروفه الصحية، حيث كل العوامل تصب في صالحه، وتشير العديد من المصادر إلى أن بوتفليقة قد لا ينشط الحملة الانتخابية، لكن أرمادة حزبية وسياسية وجماهيرية وإعلامية ودعائية ومالية ستطلق حملتها لمقاومة المد القادم من المعارضة أو من منافسيه وخصومه. سياسيا يحظى عبد العزيز بوتفليقة بأرمادة حزبية تفوق 25 تشكيلة سياسية أعلنت عن تشكيل جبهة الوفاء والاستقرار، ترى في عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة امتدادا لمسار الاستقرار السياسي الذي رسخه بوتفليقة منذ توليه السلطة في أفريل 1999. ورغم رهان البعض على حدوث انشقاق في بيت الأفلان على خلفية ترشح رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، فإن خزان المنظمات الجماهيرية على أهبة الاستعداد لاكتساح الفضاءات السياسية طيلة الحملة الانتخابية، والجميع يدرك تأثير تنظيمات الأسرة الثورية والمركزية النقابية والتنظيمات النسوية والشبانية في الوسط الانتخابي. اعلاميا، فإن المنظومة الاعلامية الحالية تصب كلها في تأييد الرئيس محيطه، وبصرف النظر عن الأسباب والخلفيات، فإن البوتفليقية الإعلامية تسيطر على المشهد الإعلامي، بعدما نجحت بذكاء إعلامي مدروس في استقطاب الرأي العام وكسب ثقته، فضلا عن الامتيازات التي يوفرها الإعلام العمومي والحكومي لمرشح السلطة. أما العامل الشعبي، فإن بوتفليقة يمكن أن "يسحق" منافسيه بطريقة حسابية بسيطة، فكتلة الأحزاب والتنظيمات توفر له دعما مطلقا في كافة ربوع الوطن. كما أن بوتفليقة وبصرف النظر عن أي خلفيات أو حسابات يحقق شعبية انتخابية واسعة في الولايات الداخلية، خصوصا تلك التي انعكست عليها برامج التنمية بشكل إيجابي في قطاعات السكن والشغل والصحة والطاقة والكهرباء والدعم، وهذا ما يزيد من أسهم بوتفليقة في صناديق التصويت بالولايات الداخلية، لكن هذا التواجد قد ينخفض في الولايات الكبرى المعروفة بكثافتها السكانية العالية. ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، يعتبر في نظر الكثير من المراقبين حسما لنتائج الانتخابات، ورغم أن القائمين على ذلك لا يحبذون تكريس هذه الصورة، فإن بوتفليقة سيحصد ما يكفي للعبور نحو عهدة رابعة بكل أريحية.