"أسواق الريح" طريقة جديدة للاحتيال والنصب شهدت فكرة سوق الريح بسور الغزلان أو ما يسمى بالوعد الصادق، انتشارا رهيبا وسط سوق التجارة بالمدن الداخلية للجزائر، فقد قام شاب آخر بمدينة سيدي عيسى بداية الأسبوع الحالي بفتح سوق جديد على شاكلة سوق الريح، حيث يقوم صاحب السوق بشراء السيارة دون تسليم صاحبها أي شيء سوى وعد بتسليم ثمنها شهرا بعد تاريخ الاقتناء، ليصنع صاحب هذه السوق -التي لم يتم وضع اسم لها بعد- الحدث بتقليص مدة البيع بدلا من 50 يوما على غرار سوق الريح لتصير شهرا واحدا فقط، وأمام الثقة العمياء لزبائن هذا النوع من الأسواق لاحظنا خلال زيارة قصيرة لصاحب هذا السوق وجود أزيد من أربعين سيارة تم عرضها للبيع ساعات فقط بعد افتتاح السوق. وقد تعرض موالون بجنوب المدية لعملية احتيال من طرف سوق ريح بشرق الجزائر كان بطلها بائع لحوم من قسنطينة كان يدعي أنه يقوم بتمويل ثكنات عسكرية وجامعات الشرق باللحوم، حيث إن هذا المحتال سبق له أن تعامل مع العديد من الموالين بالجلفة والمدية، كون هذا الأخير كان يشتري الأغنام من الموالين بمبالغ باهظة نظير منح الموالين لهذا التاجر مدة زمنية طويلة مقابل استلامهم ثمنها، غير أن صاحب هذه السوق استدرج الموالين ليصل المبلغ المالي بالمدية فقط 23 مليار سنتيم ويختفي عن الأنظار، مما دفع ببعض الضحايا للتنقل إلى قسنطينة بحثا عن التاجر ليتم إخبارهم من أقاربه أنه في حالة فرار وما عليهم إلا التوجه لمصالح الأمن للإبلاغ، ليدخل بعدها عشرات الموالين في حلقة مفرغة كونهم لا يحوزون على أي إثبات ولا دليل تجاه هذا المحتال. وفي ظل غياب الرقابة والردع، والتزام مصالح التجارة ومؤسسات الدولة الصمت تجاه هذه العمليات التجارية الغريبة جدا والتي يكتنفها الكثير من الغموض والشك، وعدم إقدام مصالح التجارة على تشميع هذه الأسواق التي ثبت أنها مخالفة للقانون على لسان وزير التجارة، بات هذا النموذج من الاحتيال ناجحا ومثار اقتداء من قبل المحتالين والسماسرة، ليضيف هؤلاء درسا جديدا في العلوم التجارية اسمه سوق الريح في بلاد الريح.