طالب سكان الأكواخ بمزرعة بن بولعيد التابعة لبلدية بوروبة السلطات المعنية بالالتفات إلى معاناتهم والتعجيل بترحيلهم في إطار عمليات الترحيل التي أطلقتها الحكومة للقضاء على البيوت الهشة والقصديرية، وتخوّف السكان من أن يتم تناسيهم أو إهمالهم مثلما حصل في السابق، حيث تم إقصاؤهم من حصص سكنية عديدة استفادت منها البلدية. وتقطن بهذه المزرعة قرابة 120 عائلة احتشدت على مساحة صغيرة داخل أكواخ وبيوت قصديرية يتجرعون معاناة يومية في ظل انعدام شروط الحياة الصحية. حيث تحيط بهم مياه الصرف الصحي التي تُغرق المزرعة بسبب غياب قنوات الصرف، وذلك ما جعلهم يصنعون ممرات خاصة تسهل لهم الوصول إلى منازلهم، من أجل أن يتجنبوا المياه القذرة التي تحيط بمساكنهم من كل حدب وصوب والتي سببت تلوثا شديدا خاصة في فصل الصيف حيث أصبحت ملاذا للحشرات السامة ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها. وحسب السكان فإن العيش في ظل هذه الأوضاع المزرية كان له آثار بالغة على صحتهم وصحة أطفالهم الذين حرموا من محيط نظيف يلعبون فيه، بعد أن تحول محيط سكناهم إلى مصب للمياه الملوثة. ولأن المزرعة اكتظت وضاقت بساكنيها، فقد لجأت بعض العائلات إلى استغلال المنحدر المواجه لهم رغم وعورته وصعوبة تسلقه من أجل أن يقيموا أكواخا من الطوب والصفيح في انتظار الفرج. ووصف سكان هذه المزرعة أنهم يعيشون حالة من اليأس بعد أن تم تهميشهم وتناسيهم طوال السنوات الماضية، حيث تعود معاناة بعض العائلات إلى 22 عاما قضوها في هذه المزرعة وداخل مساكن تنعدم فيها ظروف الحياة الكريمة. وأكد العديد منهم أنهم أودعوا ملفات لطلب السكن ولكن دون جدوى، إذ إنهم وفي كل مرة يلجأون إلى البلدية بالسؤال يكون الرد بأن الترحيل من اختصاص الولاية. وفي هذا الصدد أطلق سكان مزرعة بن بولعيد نداء للسلطات المعنية من أجل انتشالهم من أكواخ الطوب والصفيح التي لم تعد تؤدي وظيفة السكن، ناهيك عن أوضاع المزرعة التي تغرقها السيول والأوحال في الشتاء وتغمرها مياه الصرف الصحي في الصيف، متمسكين بأمل أن يتم إدراجهم في عمليات الترحيل التي ستستمر إلى غاية الخريف المقبل.