يبدو أن اللقاء الأخير الذي جمع الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان ورئيس الفاف محمد روراوة لم يكن للصلح فقط بل كان جلسة عمل أيضا، فقد رجّحت بعض المصادر أن "الحاج" لم يتنكّر لتجارب "شيخ" المدربين الناجحة في التحضير للدورات الكروية مع المنتخب الوطني وفرض على الناخب الحالي وحيد حاليلوزيتش بطريقة غير مباشرة التحضير للمونديال في سويسرا. وسبق لسعدان المعروف عنه تفوقه الكبير في التحضير البدني، حيث برمج تربصا ل "الخضر" استعدادا لمونديال 2010 ب كرانس مونتانا السويسرية التي تتميز بجوّها المنعش طيلة أيام السنة ما سمح لرفقاء كريم زياني من شحن بطارياتهم جيّدا للنهائيات وهو ما بدى جليا على اللاعبين خلال المقابلات الثلاث في الدور الأول وخاصة أمام المنتخب الإنجليزي أين كان "الخضر" أفضل في الجانب البدني من منتخب "الأسود الثلاثة". كما حضر سعدان أيضا وسط الثلوج بمدينة "كاستولي" في الجنوب الفرنسي تحضيرا لكأس إفريقيا 2010 رغم المعارضة الشديدة التي لاقاها حينها، إلا أنه أثبت أنه كان على حق بعد أن أظهر اللاعبون انتعاشا بدنيا كبيرا خاصة في مقابلة الدور الربع نهائي أمام منتخب كوت ديفوار، حيث لم يجاري رفقاء "الفيل" دروغبا وقتها أشبال سعدان طيلة ال 120 دقيقة. تجارب سعدان المذكورة مقابل إخفاق "الكوتش" وحيد في الإعداد للدورات الكبيرة آخرها "كان" 2013 باعتراف اللاعبين وأبرزهم سفيان فيغولي، جعلت روراوة يفرض على حاليلوزيتش تغيير مكان التحضير من مركز سيدي موسى التي اختارها المدرب البوسني إلى مدينة جينيف السويسرية، فالجزائر ستلعب مقابلاتها في المونديال وسط أجواء باردة حيث ستكون المنطقة التي يلعب فيها الخضر في فصل الشتاء خلال شهر جوان، وهي الأجواء التي تشبه نوعا ما مدينة جنيف في نفس الوقت من السنة عكس الجزائر التي ترتفع فيه درجات الحرارة كثيرا بداية من الأيام الأولى لشهر ماي. وما يدعّم الفرضية هي أن الفاف برمجت مباراتي أرمينيا ورومانيا بسويسرا عكس ما كان يريده حاليلوزيتش وتحجج روراوة برفض المنتخبات الأوروبية اللعب بالجزائر، إلا أنه ومن غير المعقول أن إتحاديتين في بلدين كأرمينيا ورومانيا التي لا تملك موارد مالية كبيرة ترفض اللعب بالجزائر مقابل استفادتهما من تكاليف النقل والإيواء والتباري مع منتخب مونديالي بحجم "محاربي الصحراء". سعدان وفي تعليق صحفي له على برنامج التحضير للمونديال، أشاد به كثيرا وقال أن سويسرا منطقة مناسبة للتحضير، كما رحّب بفكرة منح اللاعبين راحة لمدة يومين قبل السفر إلى البرازيل بتاريخ 7 جوان، علما أنه كان يعمل بنفس الطريقة خلال عهدته مع "الخضر"، ما يدعّم الفرضية أيضا.