الاعتذار حسبهم جاء بضغط من جهات عليا وليس اعترافاً بالخطأ كشف مصدر مسؤول رفيع المستوى ل”الفجر”، أن رئيس الجمهورية المترشح الحر لرئاسيات 17 أفريل المقبل، عبد العزيز بوتفليقة، قد التقى مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال بإقامته الرسمية بحضور شقيقه السعيد، وقد دام الاجتماع بين الرجلين لمدة تزيد عن الساعتين تطرق فيها إلى آخر التحضيرات للانطلاق في الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة والتي ستنطلق رسميًا يوم الأحد المقبل كما قاما بوضع الرتوشات الأخيرة، وجدّد بوتفليقة لمدير حملته الانتخابية على ضرورة القيام بحملة انتخابية نظيفة وقوية طالبا منه عدم اعتماد أسلوب التجريح والتهجم على الفرسان الخمسة للرئاسيات. وحسب ذات المصدر فإن عبد العزيز بوتفليقة استغل الفرصة ووجّه توبيخا شديد اللهجة إلى عبد المالك سلال على خلفية تصريحاته المسيئة مؤخرًا في حق الشّاويّة وأنّبه على فعلته تلك بشدة وغضب لأنها تسببت في غليان شعبي كبير في منطقة الأوراس الكبير، الجزائر في الوقت الراهن في غنى عنها وأصدر إليه أوامر ملزمة وصارمة مفادها عدم الارتجال في خطاباته أمام الجماهير والاعتماد على خطابات مكتوبة، كما طلب منه الكف عن نكته الساخرة التي جعلت منه ”مسخرة” وأن يلتزم بواجب التحفظ وبثقافة الدولة وعدم التمادي في التلفظ بعبارات ارتجالية جارحة قد تؤدي إلى ما تحمد عُقباه مثل ما حدث مع نكتته السمجة في حق الشّاويّة. بوتفليقة وخلال نفس الاجتماع أمر مدير حملته عبد المالك سلال بضرورة تقديم اعتذار رسمي وعاجل إلى أهل الشّاويّة عمّا بدر منه من إساءة ”غير مقصودة” نحوهم، وهو ما حدث فعلاً، أول أمس الثلاثاء، عندما بادر بتقديم في تصريح له بفندق الأوراسي على هامش اللقاء الذي جمعه بصفته مديرًا للحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة بمنتدى رؤساء المؤسسات حول البرنامج الاقتصادي اعتذارا عما بدر منه من كلام حول الشّاويّة، وقال بعد إلحاح الصحفيين حول الموضوع ”لم أكن أعلم بوجود ميكروفون بالقاعة، وأنا كنت أمازح صديقًا، وليس عندي فرق بين الناس، لقد اشتغلت في كل جهات الوطن وأعرف كل الناس، وتربيت مع ناس الأوراس، والقبائل، وبني سنوس، وزناتة وأنا أصلاً أمازيغي حر وأحب كل الجزائريين”. وأضاف سلال يقول من باب التوضيح ”إذا وقع لبس وسوء فهم فأنا أتأسف جدًا وأعتذر. لقد خلقت كي أخدم الجزائريات والجزائريين لا أعرف الإحباط وليست لي حسابات أصفيها ونيتي صافية. معذرة نيتي صافية وجد صافية. أنا مواطن بسيط وأحب كل الجزائريين ولا أعرف كلمات الشر الحقد وعدم الثقة”. من جهة أخرى أفاد ذات المصدر ”الفجر” بأن المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة قد أبّلغ مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال بعدم تنشيط الحملة الانتخابية بشرق البلاد وخاصة منطقة الأوراس الكبير، تلافيًا لأي انزلاقات واحتجاجات شعبية محتملة، كما طلب منه ضبط النفس وعدم الاندفاع والتحلي بالانضباط والصرامة المفترضة في رجل دولة مسؤول. سلال زار باتنة سراً وحاول الاستنجاد بزروال الذي غادر الولاية نفس المصدر السياسي كشف ل”الفجر” أن الوزير الأول السابق ومدير الحملة الانتخابية للرئيس المترشح لعهدة رابعة، عبد المالك سلال، قد زار خلال ال48 ساعة الماضية عاصمة الأوراس الأشم باتنة في زيارة وصفت بالسرية وغير المعلنة، وذلك بغية احتواء الأوضاع وإصلاح ما أفسدته نكتته السمجة في حق الشّاويّة وإعادة المياه إلى مجراها الطبيعي عقب ردة الفعل القوية على تصريحاته التي فجرت غضب منطقة الشّاويّة بعبارة مهينة تمس بشرفهم. وبحسب نفس المصدر دائمًا فإن عبد المالك سلال يكون قد قام بنقل اعتذاراته الشخصية إلى مسؤولي وكبار أعيان الولاية وكان سلال مرفوقاً بوزير المجاهدين محمد الشريف عباس، وهي الزيارة التي جاءت رفقة كل من الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي، المنتمي إلى بلدية بوزينة بولاية باتنة، ووزير الداخلية الطيب بلعيز، غير أن سلال لم يظهر في الصورة وتم التكتم عن تواجده بالمنطقة لدواع أمنية محضة، وقد تم عقد اجتماع حضره كل من ذكرناهم آنفاً بمقر إقامة والي ولاية باتنة لتلطيف الأجواء. عبد المالك سلال لم يكتف بذلك بل قرر الاستنجاد برئيس الجمهورية الأسبق وابن ولاية باتنة البار اليامين زروال - آخر رؤساء الجزائر السابقين الذين بقوا على قيد الحياة - لإصلاح ”ذات البين” بينه وبين أهل الشّاويّة الغاضبين بشدة منه بسبب نكتته أو سقطته، لكنه لم يتمكن من ذلك، لأن اليامين زروال وبعد أن تناهى إلى مسامعه خبر تنقل وفد حكومي هام برئاسة الوزير الأول بالنيابة، يوسف يوسفي، بمعية عبد المالك سلال إلى باتنة ومحاولة الالتقاء به للتوسط بين سلال وبين أهل الشّاويّة الذين يكنون احتراما وتقديرا كبيرين لزروال، قرر مغادرة مدينة باتنة نحو وجهة مجهولة. وقد فّند مصدرنا أن يكون زروال قد اتجه صوب الجزائر العاصمة للإقامة بمسكنه بإقامة الدولة الساحل. شّاويّة أم البواقي يرفضون اعتذار سلال ويعتبرونه جاء بضغط من جهات عليا وليس اعترافا بالخطأ حاول مواطنون في بلدية عين فكرون بولاية أم البواقي، ليلة أول أمس، تخريب منشآت عمومية وخاصة إثر أعمال الشغب التي اندلعت ليلة السبت إلى الأحد وتواصلت إلى ليلة أول أمس الإثنين، عقب خسارة فريق شباب عين فكرون لكرة القدم أمام شباب قسنطينة بثنائية نظيفة في إطار الجولة 23 من الرابطة المحترفة الأولى، لتتجدد الاحتجاجات، صباح اليوم الأربعاء، لكن هذه المرة ليس بسبب خسارة السلاحف بعين مليلة ووضعهم للرجل الأولى في الرابطة الاحترافية الثانية التي جاؤوا منها منذ موسم واحد فقط، السبب كان سياسيا بحتا وهو التصريح المهين والصادم لعبد المالك سلال في حق أهل الشّاويّة، رافضين جملة وتفصيلا اعتذاره الذي قدمه أول أمس الثلاثاء واعتبروه جاء متأخراً وبإيعاز من جهات عليا وليس اعترافاً بالذنب الذي اقترفه سلال الذي كان واجبا عليه الاعتذار فور تلفظه بالعبارة الجارحة وليس تبرير كلامه بأن بعض الجهات قامت بتأويله. وكادت أن تتحول الاحتجاجات التي شهدتها البلدية على مدار اليومين الماضيين إلى سرقة ونهب، بعد أن حاول شباب غاضبون اقتحام مقر أمن الدائرة وحرقه، ورشق مقر فرقة الدرك الوطني بالحجارة كرد فعل على اعتقال 5 أشخاص عقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها نهاية المباراة، ليتم إطلاق سراحهم جميعًا بعد التحقيق معهم. وأسفرت المشادات التي اندلعت عن إصابة 20 شخصا من قوات مكافحة الشغب حالة أحدهم وصفت بالخطيرة وتم تحويله إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة لتلقي الإسعافات اللازمة. من جهتهم دعا أعيان المدينة والمنظمات الجماهرية إلى عدم التهور وإدخال تصريحات سلال الأخيرة التي مست منطقة الشّاويّة خاصة والجزائر عامة في مقابلة كروية عادية، بل سيتم اتخاذ القرارات المناسبة من قبل هؤلاء الأعيان ورؤساء المنظمات في حق تصريحات سلال في الوقت المناسب، رافضين السماح بأية عملية تخريب لمؤسسات الدولة، حيث تدخل مواطنون أمام مقر أمن الدائرة وألزموا الشباب المنتفض بالعدول عن أية عملية تخريب تمس هذا المرفق الهام أو مرافق أخرى، وقد اجتمع بعد ذلك رئيس بلدية عين فكرون بممثلي المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات الجماهيرية من أجل وضع حد لأية انزلاقات قد تحدث. مصالح الأمن بخنشلة تعلن حالة الاستنفار القصوى تحسبا لأي انزلاق أعلنت، خلال ال72 ساعة الماضي، مختلف المصالح الأمنية بولاية خنشلة حالة الاستنفار القصوى تحسبا لأي انزلاق خطير قد يطرأ في الشارع بعد زلة لسان الوزير الأول السابق عبد المالك سلال الذي وصف الشّاويّة بعبارة ”حاشا رزق ربي” في مزحته مع سيناتور ولاية باتنة، وهي المزحة التي أثارت غضب الشّاويّة خاصة بولايات باتنةوخنشلةوأم البواقي، حيث قامت مصالح الأمن خلال ال24 ساعة الماضية، بمطاردة عدد من الشباب الذين قاموا بإلصاق منشورات تدعو سكان الولاية الشّاويّة إلى الخروج بقوة في مسيرة تنديد بما جاء على لسان سلال أمس الأربعاء، حيث قامت مصالح الأمن عبر عدة مجموعات منتشرة لمراقبة الوضع عن كثب بإزالة الملصقات من الجدران بعد تعليقها من قبل هؤلاء الشباب الغاضبين، وباشرت التحقيق لتحديد هوية الأشخاص المحرضين على الفوضى والتظاهر. وقد شهدت مدينة خنشلة حسب مصدر آخر ساعة يوم أمس الأول لجوء العشرات من الشباب إلى غلق الطريق الوطني المؤدي إلى ولاية تبسة وتحديداً بطريق زوي بعاصمة الولاية عن طريق إحراق العجلات المطاطية وشل حركة المرور. الجمعية الوطنية ”أوراس الكاهنة” تتهم سلال بالمساس بالوحدة المعنوية للشعب الجزائري وفي سياق ذي صلة أكدت الجمعية الوطنية لتعريف وترقية تراث الأوراس ”أوراس الكاهنة”، الناشطة في مناطق الشرق الجزائري، أنها ستلجأ إلى العدالة لمقاضاة مدير الحملة الانتخابية للمترشح لعهدة رابعة عبد المالك سلال، الذي استعمل ”كلمات جارحة ومهينة تضاهي تلك المستعملة في الفترة الاستعمارية”. الجمعية الوطنية ”أوراس الكاهنة”، احتجت في بيان رسمي- تحوز ”الفجر” على نسخة منه - على ”هذا النوع من المساس بالوحدة المعنوية لجزء من الشعب الجزائري، ومنطقة لطالما ضحت بالشهداء من أجل تحرير هذا البلد، من القوى الاستعمارية العالمية التي (تنمّرت) على الشعب مدة 132 سنة، لتجد نفسها في الأخير تعامل بشكل قاس بنفس عبارات الفترة الاستعمارية من شخص يقول عن نفسه أنه مسؤول سياسي سام في الجزائر المستقلة”. وجاء في ذات البيان أنه بعد ”الكلمات الخطيرة والمجحفة والجارحة والمهينة والقاذفة التي أطلقها عبد المالك سلال، ضد قطاع من الجزائريين الذين هم الشّاويّة، فإن الجمعية الوطنية (أوراس الكاهنة)، قررت رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الجزائرية، ضد العبارات الخطيرة والجارحة التي استخدمها الشخص المذكور اسمه”.