سرق الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بن حاج، الأضواء من التشكيلات المشاركة ضمن ما يعرف ب''التحالف الوطني من أجل التغيير'' في أول تجمّع لهم بقاعة الأطلس بباب الوادي في العاصمة، وتداولت قيادات ''التحالف'' الخطابات الداعية ل''تغيير النظام'' ضمن ''خطط سلمية'' أمام قرابة 1500 مشارك رفعوا شعارات ''نريد جزائر نوفمبرية''. عقد ''التحالف الوطني من أجل التغيير'' أول تجمعاته الشعبية، أمس، وذلك منذ تأسيسه في ندوة عقدت سابقا بزرالدة، وحضر التجمّع بقاعة الأطلس في العاصمة، رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ووجوه من حركة الإصلاح الوطني، مثل مرشح الرئاسيات الأخير، جهيد يونسي، وعدد من قيادات ''حركة الدعوة والتغيير'' التي انشقت عن حركة مجتمع السلم، ومنها أحمد الدان، فيما جلس الوزير السابق، عبد المجيد مناصرة بين الحاضرين، وكذلك الطاهر بن بعيبش الأمين العام السابق للأرندي وعمر بوعشة، رئيس حركة الانفتاح ومعهم عبد القادر مرباح من التجمع الوطني للتجديد. وبالكاد شرع أعضاء ''التحالف'' في تحضير أنفسهم لبداية التجمّع، حتى دخل الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بن حاج، القاعة، رفقة نجله وعدد من أنصاره، وجلس في مقعد أمامي وسط تحيات من بعض الشباب في المنصة العلوية للقاعة، وكان سبقه إلى ''الأطلس'' القيادي السابق في الفيس، كمال فمازي، وبعض وجوه الحزب المحل. وطالب رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، الذي كان أول المتدخلين، ب''تغيير النظام بكامله وليس أشخاصا فقط''، وأعاد بن بيتور تصوير نظريته في التغيير التي تعتمد على ''توفير الحد الأدنى من الشروط للحريات الفردية والجماعية''، و''فتح المجال السياسي أمام أحزاب جديدة تمكن الشباب من النشاط داخل مؤسسات''، وثالثا ''فتح المجال الإعلامي''، كما دعا بن بيتور إلى ''تشجيع جيل جديد للوصول إلى مراكز السلطة وقيام جمهورية ثانية''. وخاطب بن بيتور قرابة 1500 مشارك، وفقا لتقديرات مسؤولي قاعة الأطلس، قائلا: ''التغيير آت لا محالة... ليس عن طريق العنف والخراب ولكن من خلال التغيير السلمي الخارج عن أي فوضى وأي عنف''، وجاء الدور في القاعة على بن بعيبش، مطالبا ب''دولة في خدمة الشعب وليس العكس، والجزائر دفعت الملايين من الشهداء لتحقيق ذلك''، ويعتقد بن بعيبش أن ''مخططات كثيرة تعمل ضد هذا المبدأ وضد إقامة الدولة الجزائرية''. ودعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام، التيار الإسلامي إلى ''العودة لسابق عهده والنزول إلى الميدان للقيام بدوره في التغيير''، واتفق معه عبد المجيد مناصرة، في الدعوة ''للتغيير بشكل سلمي''. أما النائب السابق عن التجمع الوطني الديمقراطي، حيدر بن دريهم، فدعا إلى ''دولة تغيب عنها ممارسات التزوير الانتخابية وأن تكون السلطة فعليا للشعب''. وبدت على جدران قاعة الأطلس شعارات ''التغيير اليوم ولا غدا''، وأخرى ''النظام، الدكتاتورية، الفساد، الحفرة''، فيما رفع حاضرون شعارات ''نريد دولة كرامة''، و''نريد دولة نوفمبرية''. وقبل اختتام التجمّع تصاعدت بعض الأصوات داخل القاعة ترغب في اعتلاء علي بن حاج المنصة، لكن المشرفين على التجمّع سارعوا لإعلان نهاية اللقاء.