بثت القناة الليبية الرسمية مقطع فيديو الساعدي القذافي كان مُنع سابقًا لأسباب أمنية، بعد أن سمح بذلك النائب العام. وتحدث الساعدي خلال مقطع الفيديو عن علاقة سرية بين إبراهيم الجضران وخلايا يحركها الساعدي من النيجر، كما اعترف بارتباطه بما يعرف بالحركة الوطنية، التي تجمع -حسب الساعدي- بقايا اللجان الثورية ومجموعة من الأمناء "الوزراء"، وأيضا تحدث عن علاقة تربط الجضران بمجموعة أحمد قذاف الدم في القاهرة. وأشار الساعدي -خلال اعترافاته إلى علمه بصفقة النفط مع كوريا، وأنها كانت للنفط مقابل السلاح، وأن اتصالات جرت بهذا الخصوص بين الجضران وكوريا الشمالية. وأضاف الساعدي في شهادته المسجلة أن اتصالاته مع الجضران تمت عبر شبكة مراسلين تعمل لحسابه، وأنهم نسقوا على عدة مستويات لضم سرت إلى فيدرالية برقة، على أن يتعهد الجضران بتسليح خلايا مسلحة في سرت والجنوب الليبي. وتحاصر ميليشيا الجضران منذ جويلية 2013، موانئ النفط الليبية في إقليم برقة في بنغازي، وتورطت في تهريب النفط على متن الناقلة "مورننغ غلوري" الشهر الماضي. قبل استعادتها إلى طرابلس العاصمة. وأودعت السلطات الليبية الساعدي بسجن الهضبة بطرابلس مع 38 شخصية من رموز نظام والده أبرزهم رئيس المخابرات عبد الله السنوسي ورئيس الحكومة السابق البغدادي المحمودي، فيما لا يزال سيف الإسلام القذافي محتجزا في سجن الزنتان بناء على طلبه. وستستأنف محاكمتهم في 14 أفريل الجاري. وإبراهيم الجضران "33 عاما" هو قائد سابق في قوات حرس المنشآت النفطية الليبية، إلا أنه قاد مجموعة من المسلحين وتمكن من الاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد. وهو من دعاة إنشاء إقليم فيدرالي في برقة. من ناحية أخرى، يبدو أن أزمة الموانئ النفطية في ليبيا على وشك أن تحل. فقد نقلت وكالة الأنباء الليبية عن شيخ قبيلة المغاربة قوله إن مسلحين في شرق البلاد على وشك توقيع اتفاق لإعادة فتح عدة موانئ نفطية أغلقت منذ الصيف الماضي بهدف الضغط على طرابلس، للحصول على حكم ذاتي ونصيب أكبر من عائدات النفط. وتأتي هذه التصريحات- وهي الأكثر تفاؤلاً منذ عدة أشهر- بعد تلبية الحكومة لطلب المقاتلين بإطلاق سراح ثلاثة محتجين رافقوا ناقلة حملت النفط من ميناء خاضع لسيطرة المحتجين قبل أن تعيدها البحرية الأمريكية إلى الحكومة الليبية. ويبقى هذا الإعلان موضع تشكيك، لأن الزعيم القبلي نفسه توقع في ديسمبر الماضي، أن تنهي الميليشيا المدججة بالسلاح حصارها للموانئ الثلاثة، التي كانت تصدر في السابق 600 ألف برميل نفط يوميا. ونقلت الوكالة عن صالح لطيوش شيخ قبيلة المغاربة قوله بشأن محادثات تجريها الحكومة بوساطة من شيوخ القبائل "إن بوادر انفراج قريبة جداً لفتح الموانئ النفطية المقفلة منذ فترة بشرق البلاد تلوح في الأفق". ولم يحدد إطاراً زمنياً. وقال لطيوش "إن مساعي حثيثة جارية هذه الأيام بين لجان فتح الموانئ مع الأطراف التي أغلقتها، وإن مبادرات حسن نوايا وإثبات جدية الاتفاقيات طرحت بالخصوص، وإن الأمور تسير حسب ما هو مرتب لها ما لم يحدث أي خرق أمني أو تصعيد مسلح".