كشفت مصادر "البلاد" من ولاية غرداية، أن المواجهات التي عرفتها المنطقة ليلة أول أمس، أسفرت إلى غاية الآن عن حرق وتخريب 3 منازل وبستان. فيما تبقى الولاية تشهد هدوءا حذرا وسط تربص المتورطين، في انتظار أقل فرصة لمباشرة الاعتداءات من جديد. فيما انتشرت قوات الأمن بكثرة في بعض الأحياء للحيلولة دون وقوع مشادات. وعادت المواجهات إلى ولاية غرداية أول أمس، انطلاقا من حي "القرطي" بوسط المدينة، حيث قامت قوات الأمن بتوقيف شخصين يشتبه في تورطهما في الأحداث التي عرفتها الولاية خلال الأيام السابقة.. العملية أثارت حفيظة أبناء الحي الذين احتجوا ضد الإجراء، ودخلوا في مواجهات مع قوات الأمن، باستعمال الحجارة. وفي ساعات متأخرة من الليل، اندلعت مواجهات أخرى بين أبناء الحي من المالكيين والإباضيين، واستمرت ساعات طويلة، قام خلالها بعض الشباب بتنفيذ اعتداءات على ملكيات خاصة، حيث قاموا بحرق 3 منازل وتخريب بستان، ووصل الأمر إلى غاية محاولة الاعتداء على "دار القرآن" وهو المركب الذي يتم فيه تحفيظ القرآن الكريم وتنظيم دورات للصلاة، قبل أن تتدخل القوات المشتركة للأمن والدرك لإنقاذ الوضع، حيث تمكنت من طرد المعتدين باستعمال القنابل المسيلة للدموع. وفي السياق، لم يلتحق طلبة ثانوية "أفلاح ابن عبد الوهاب" بحي القرطي، بمقاعد الدراسة أمس في أول يوم لهم بعد العطلة الربيعية، إلا بعد مرور ساعات من الصباح، وذلك بسبب ما عاشه الحي من أحداث. فيما حاولت مجموعات من الشباب نقل المواجهات إلى حي "الشعبة" الذي سبق وأن شهد وضعا امنيا غير مستقر في الأيام القليلة الماضية، حيث قام المعتدون بالصعود إلى هضبة عالية، وإشعال العجلات المطاطية ورميها على الأحياء المجاورة. كما حرم البنات من الالتحاق بالمدارس الحرة، خوفا من تعرضهم للاعتداء. فيما أوضحت المصادر ذاتها، أن المنطقة برمتها تعيش حالة احتقان تنذر باندلاع المواجهات في أي لحظة. كما شهدت حركة النقل تذبذبا كبيرا، بعد توقف الحافلات على خطوط عديدة أبرزها الخط الرابط بين حي القرطي ومركز غرداية، بسبب الاعتداءات، مما اضطر المواطنين إلى قطع المسافة مشيا لأسبوع كامل. للإشارة، فإن حي "القرطي" هو أحد الأحياء المختلطة يعيش فيه إباضيون ومالكيون من المنطقة ومن ولايات أخرى. وبالرغم من سلسلة المواجهات التي عرفتها غرداية منذ أشهر، إلا أن هذا الحي تميز بالهدوء بسبب العقلاء من الجانبين الذين سعوا إلى التعايش باحترام، قبل أن تطاله الاعتداءات طيلة اليومين الماضيين.