شدد عدد من المختصين والباحثين في علم المكتبات بالجزائر والخارج على ضرورة الاستثمار في الرأسمال البشري من أجل ترقية قطاع التعليم العالي، منوهين بتجارب الأرشيف المفتوح التي تسمح للأستاذ بنشر بحوثه وترقيتها وللطالب بالإطلاع على جديد ميدان البحث العلمي، ودعوا السلطات والمهتمين إلى التعاون من أجل ترقية البحث العلمي الذي يعاني تأخرا كبيرا، حيث مرت 50 سنة على الاستقلال وبالكاد يسجل إنجازا في حين تطورت دول عشرية فقط. وأوضح البروفيسور أعراب عبد الحميد، رئيس المجلس العلمي لقسم علم المكتبات في جامعة الجزائر، على أنه ورغم مرور 50 سنة على الاستقلال، إلا أن قطاع المكتبات لا يزال يسير بوتيرة بطيئة لا تمكنه من إدراك التطور الحاصل دوليا، مؤكدا أنه توجد جملة من العراقيل منطلقها نقص الموارد البشرية رغم توفر الإمكانيات المادية والأموال. وأضاف الأستاذ أعراب أنه يجب تدعيم القطاع بكوادر مكونة تكوينا قاعديا دون إهمال التكوين المستمر من خلال الندوات واللقاءات بين الباحثين والمهنيين، مشددا على أن هذه الندوة تأتي كحلقة جد مهمة للتشاور وإعطاء المكتبات ما تستحقه كونها وسيلة أساسية لبلوغ غايات البحث العلمي، وهو الرأي نفسه الذي ذهبت إليه رئيسة المكتبة الجامعية للبليدة، حيث قالت: "رغم تخصيص ميزانية هائلة لوضع أسس النظام المعلوماتي الموحد بالجزائر إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة"، ونسبت المتحدثة سبب هذا إلى غياب قاعدة موارد سواء المادية من خلال توفير شبكة للأنترنت أو الموارد البشرية المتخصصة. وشددت المتحدثة على إعادة النظر في المنظومة التشريعة التي تحكم مجال المكتبات، من خلال إعطاء مرونة أكثر للنصوص القانونية ما يسمح بخدمة حسنة للطالب وتسهيل جلب الكتب المنشورة، خصوصا الجدية منها. من جهته، رئيس المكتبة الجامعية لجامعة بومرداس "فاتح بوزاوية"، أكد أنه على الأساتذة العمل على نشر بحوثهم من أجل توسيع قاعدة البيانات الخاصة بالأرشيف المفتوح، مؤكدا أن المكتبة تعمل على إتاحة المعلومات بشكل حر وسريع للإساتذة والباحثين والطلبة. وفي هذا الصدد، كشف المتحدث عن وجود 1092 رسالة ماجستير ودكتوراه على الخط المباشر لجامعة بومرداس التتي تعتبر رائدة في هذا المجال. وكانت الندوة الأولى حول: "خدمات المعلومات في المكتبات الجامعية الجزائرية" التي احتضنتها المكتبة المركزية لجامعة امحمد بوڤرة ببومرداس، قد شهدت عدة مداخلات تصب في خانة المطالبة بترقية نظام الأرشيف المفتوح في الجزائر، حيث عرضت السيدة "ساندرين مالوتو" من جامعة تولز بفرنسا تجربة هذه الجامعة مع الأرشيف المفتوح والتي بدأت سنة 2008، مشيرة إلى أن النتيجة اليوم هي نشر 600 بحث 150 رسالة تخرج سنويا من طرف 600 باحث و500 دكتور بهذه الجامعة، وأضافت أنه انخرطت 9 مخابر بحث ضمن هذا البرنامج لجعل الجامعة هي الرائدة بفرنسا