الأمن يحقق في القضية لمعرفة مصدر المطويات فتحت مصالح الأمن تحقيقات عبر العديد من مساجد الجمهورية المحسوب أئمتها على التيار السلفي، بعدما تم تداول منشورات ومطويات في البعض من هذه المؤسسات الدينية تحث المصلين على دفع زكاة الفطر قوتا، وذلك عكس ما أمرت به وزارة الشؤون الدينية. وتعرف المساجد هذه الأيام بعد بداية العد التنازلي للشهر الفضيل جدلا واسعا بسبب قيام أئمة ومصلين، محسوبين على التيار السلفي، بتوزيع منشورات وتعليقها على الجدران تحث المصلين على دفع الزكاة قوتا، وتحمل القائمة المتداولة في بعض المساجد أسماء ومقادير ل12 صنفا من الطعام، ويعود مصدر المنشورات إلى موقع الشيخ فركوس الذي أصدر فتوى تتعلق بوجوب إخراج الزكاة قوتا، وهو عكس ما أعلنت عنه الوزارة التي حددت قيمة الزكاة ب100 دج مما تسبب في فتنة داخل المساجد التي تسير أغلبها من طرف أئمة ومتطوعين محسوبين على السلفيين، وهو ما جعل مصالح الأمن تفتح تحقيقا لمعرفة مصدر توزيع هذه المنشورات ومن يقف خلفها. وحسب ما تم تعليقه في بعض جدران المساجد، والمنصوص عليه في هذه المطويات، بالإضافة إلى ما تم تدريسه للمصلين فإن مقدار الزكاة في الدقيق يمثل 2000 غرام، والقمح 2040 غرام، والفرينة 1400 غرام، والكسكس 1800 غرام، والمحمصة 2000 غرام، التمر 1800 غرام، الأرز 2300 غرام، العدس 2100 غرام، الجلبانة المكسرة 2240 غرام، الحمص 2000 غرام، اللوبيا 2060 غرام، والزبيب 1640 غرام. وفي ذات السياق، وردا على مثل هذه الممارسات التي من شأنها إحداث الفتنة في المساجد بين المصلين، فضلت وزارة الشؤون الدينية تكليف أئمة المساجد بالتعاون مع رؤساء اللجان الدينية المسجدية عبر الوطن بالشروع في جمع زكاة الفطر ابتداء من منتصف شهر رمضان، على أن لا توزع على مستحقيها الذي أحصتهم لجان صندوق الزكاة إلا يوما أو يومين قبل عيد الفطر المبارك، وهو الأمر الذي ينكره أيضا السلفيون الذي يأمرون المرتادين على المساجد التي يشرفون عليها بإخراجها صبيحة العيد وقبل تأدية الصلاة، في الوقت الذي حثت مصالح محمد عيسى بأن لا تشرق شمس يوم العيد حتى يصل للمستحقين حقهم "فيشعرون بفرحة العيد وبهجته كما يشعر سائر الناس". كما ذكرت الوزارة الوصية الأئمة بأن مقدار زكاة الفطر عن شهر رمضان الفضيل لهذه السنة قدر بمائة (100) دينار وهي قيمة صاع "2 كلغ" من غالب قوت البلد، موضحة أنه ذهب إلى جواز إخراجها نقدا الخليفة عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما من الصحابة، وعمر بن عبر العزيز وطاووس من التابعين، وهو مذهب أبي أبي حنيفة وسفيان الثوري والبخاري، وقول أشهب وابن القاسم، واختيار اللخمي وابن تيمية، مؤكدة أنه بهذا أفتى أيضا علماء الجزائر، وأوضحت أن هؤلاء رأوا إخراجها نقدا أنسب للفقراء، كون الزكاة شرعت لإغنائهم عن السؤال يوم العيد "وذلك يتحقق بدفع القيمة".