صادق البرلمان البرازيلي مؤخرا، على قرار طلب الاعتراف الرسمي بالجمهورية العربية الصحراوية، وبجبهة البوليساريو ممثلا رسميا لذلك، وشكل هذا القرار انتصارا دبلوماسيا للصحراء الغربية وقضية التحرر وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، حيث يضاف هذا الانتصار الدبلوماسي الذي وقعته الأحزاب التحررية في أمريكا اللاتينية عموما والبرازيل خصوصا، إلى سلسلة الاعترافات التي سجلتها الجمهورية العربية الصحراوية في عدد من الدول الأوروبية. ولم يكتف البرلمان البرازيلي بإعلان عن اعترافه بالصحراء الغربية ودعوة رئيسة البلاد إلى ذلك بل دعاها إلى الانخراط في مساعي المينورسي وجهود الأممالمتحدة في التوصل إلى حل عادل للقضية الصحراوية، كما دعا إلى بذل الجهود من أجل إقامة مرصد لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بعد التجاوزات والخروقات الفادحة التي سجلها المغرب بحق الناشطين الصحراويين، وكانت وكالة الأنباء الإسبانية فاجأت الحكومة المغربية بخبر مصادقة البرلمان البرازيلي على طلب رفعه لرئيسة البرازيل بإعلان الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتعتمد الدبلوماسية الصحراوية على تقريب قضية الشعب الصحراوي من الأحزاب اليسارية والثورية في عدة دول غربية وأمريكية مما يتيح لها تسجيل انتصارات على الآلة المغربية التي تقودها أرمادة من الدبلوماسيين بمساعدة مباشرة من لوبيات أمريكية معروفة يتعاطى معها المخزن بإيجابية على حساب الشعب المغربي ذاته. واعتبر الكثير من المراقبين بأن اعتراف البرلمان البرازيلي بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ضربة قاصمة للادعاءات المغربية التي تسوقها دبلوماسية مزوار الذي يزور الضفة الغربية تحت المظلة الإسرائيلية، وهو من أكثر وحكومة بن كيران عداء للجزائر، حيث لا يتوانى في تحميلها مسؤولية فشل المغرب في التوصل لحد ينهي النزاع القائم في المنطقة. ومن المرتقب أن تصادق رئيسة البرازيل ديلما روسيف على قرار البرلمان البرازيلي ليصبح الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية واقعا سياسيا أمام عشرات الدول في أمريكا اللاتينية التي ستحذو حذو البرازيل بلا شك. ونشير إلى أن عدة برلمانات غربية وأمريكية دفعت بحكومات بلادها إلى الاعتراف بجبهة البوليساريو ممثلا شرعيا للشعب الصحراوي، حيث يتنامى نفوذ الأحزاب اليسارية ذات المد الشعبي الثوري مما يمهد الطريق أمام تشكيل موقف أوروبي مغاير للوضع الحالي.