يقود المغرب حملة عدائية جديدة ضد الجزائر، على خلفية إثارة الجزائر لقضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حيث اتهمها بمحاولة توجيه الرأي العام، وحاول استفزازها من خلال التطرق إلى ما شهدته ولاية غرداية منذ أشهر، وذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال محاولته إقحام الأمازيغ في القضية. وصف القائم بأعمال المغرب في جنيف، حسن البوكيلي، تصريحات السفير الجزائري أول أمس في إطار نقاش حول تقرير أنشطة المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ب"العقيمة" و"المزعجة"، على خلفية تطرقه لمسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وهي الانتهاكات التي يحاول نظام المخزن إخفاءها بشتى الطرق، ولم يجد البوكيلي من بديل عن تبرير موقف بلاده، من أن يخوض هجوما غير مبرر ضاربا الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط، وراح يتفوّه بأشياء لا أساس لها، عندما تحدث عن الأزمة التي عاشتها ولاية غرداية في وقت سابق والتي تورطت فيها أطراف أجنبية بما فيها المغرب الذي يسعى في كل مرة إلى إثارة الفتن في الجزائر، كما حاول إقحام الأمازيغ في القضية حتى يخفي حرجه من الجلوس للحديث عن حقوق الإنسان وبلاده أول من يمارس الانتهاكات في حق المدنيين الصحراويين، ولعله بذلك كشف عن غير قصد تورط المغرب في جل الأزمات التي عرفتها الجزائر. وأصابت مداخلة السفير الجزائري ممثل المغرب بحالة من الهستيريا، حيث راح يطالب مجلس حقوق الإنسان بضرورة تناول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، في محاولة فاشلة لإقناع المفوض السامي الأممي الجديد لحقوق الإنسان، بأن بلاده تحترم حقوق الإنسان وتعتز بالتعاون مع المجلس في هذا المجال، ويأتي هذا قبل زمن وجيز من تقديم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، لتقريره حول حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والذي يثير مخاوف الرباط من أن يفضح أمرها وينتهي الأمر بدعم دولي لحق الصحراويين في تقرير مصيرهم.