وصف تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا باسم "داعش"، تنظيم القاعدة بفروعه في الجزائر واليمن وأفغانستان ب"المنحرف عن المنهج الإسلامي الصحيح". وذكر التنظيم الأكثر وحشية في تاريخ المجموعات "الجهادية" الذي يسيطر على أجزاء واسعة في العراقوسوريا أن "التنظيمات الموالية للقاعدة في جزيرة العرب وشمال إفريقيا وأفغانستان تسير نحو الهاوية وتشكل خطرا على وحدة الأمة"، داعيا منتسبيها "إلى التمرد على قادتهم والانخراط في وجه الحملة الصليبية التي تحضر لها أمريكا بمزيد من الحشد الدولي". تهجّم أمس، تنظيم "داعش" في بيان تداولته مواقع ومنتديات جهادية على "كل التنظيمات الإرهابية التي لم تبايع الخلافة التي أعلنها في مناطق ومحافظات في سورياوالعراق، وقال إن معركتها حادت عن الطريق بشكل يستوجب تصحيح المنهج والعمل على نصرة إخواننا في حربهم ضد الصليبيين"، وتابع التنظيم أن "المناصرة العامة للإسلام ضد أمريكا الصليبية في حملتها الأخيرة واجب، وإن القاعدة انحرفت عن المنهج الصحيح وباتت في طريق باطل لن يأتي بعده إلا الباطل". وأضاف "أن الطريق الذي تسير عليه قيادة القاعدة في اليمن والجزائر وأفغانستان، دون أفرادهم الصادقين، هو طريق السقوط"، حسب بيان. ويأتي موقف داعش بعد 24 ساعة من دعوة تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والقاعدة في جزيرة العرب إلى كل من سماهم المجاهدين للوحدة في وجه الحملة التي تقودها أمريكا ضد "داعش". وكانت القيادة العامة لتنظيم "القاعدة" بما فيها فرعها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد نفت أي علاقة لها بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في سورياوالعراق. وأعلنت في بيان موحّد موقّع باسم "جماعة قاعدة الجهاد" أنه لا صلة لها بتنظيم داعش، بل أمرت بوقف العمل به. وقالت قيادة القاعدة، في بيان نقلته مؤسسة "سايت" المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية، إن "التنظيم ليس فرعاً من جماعة القاعدة، ولا تربطه بها علاقة تنظيمية". وقالت القيادة العامة للتنظيم في بيان نشر بمواقع جهادية على الأنترنت، إن التنظيم قطع علاقته مع داعش، التي يقودها أبوبكر البغدادي، عقب عصيانه للأوامر الصادرة عن زعيم التنظيم أيمن الظواهري. من جهتها، فتحت المصالح الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب تحقيقات موسعة حول "حرب البيانات" التي ازدادت سخونة على المواقع والمنتديات الجهادية بالتزامن مع بداية تشكل الحشد الدولي الذي تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتنسيق مع دول عربية وإسلامية لإطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش". وذكر مصدر أمني مطلع أن "التحريات تشمل صحة تلك البيانات من عدمها والقائمين عليها والعاملين على نشرها في محاولة لتعقب النواة الصلبة لتلك التنظيمات الإرهابية"، ويفحص مختصون "اللغة المستعملة في تلك البيانات وطريقة الترويج لها والمواقع والمنتديات الحاضنة لها بالتنسيق مع هيئات متخصصة في متابعة ورصد التنظيمات والجماعات الجهادية.