يتجه البنك المركزي مجددا نحو تخفيض قيمة الدينار مقابل صرف العملات الأجنبية افادت مصادر مطلعة "للبلاد" من بنك الجزائر ان السلطة المالية تدرس استغلال تراجع قيمة الأورو امام الدينار مؤخرا تاثرا بتراجع قيمة العملة الأوروبية امام الدولار مؤخرا لتخفيض قيمة العملة و الوصول بها الى القيمة الحقيقية لها. الى جانب ذلك اكدت نفس المصادر ان البنك المركزي و بإيعاز من صندوق النقد الدولي يحاول عبر هذه الخطوة الى التحكم في وتيرة التضخم و الإبقاء على استقرارها في مواجهة زيادات الأجور المرتقبة بدءا من شهر جانفي المقبل من أجل إضفاء التوازن بين الأسعار والكتلة النقدية ، بالإضافة إلى اعتماد الحكومة على هذا الإجراء لتأمين نفقات الميزانية التي تضاعفت بحكم المصاريف الإضافية بعد ان تم التخلي عن تصحيح الميزانية عن طريق قانون مالية تكميلي لسد العجز ، و يأتي هذا بالموازاة مع مخاوف انخفاظ مداخيل النفط جراء انخفاض الأسعار في الأسواق الدولية وتضائل فرص رفع الإنتاج بعد فشل المناقصة الدولية للمحروقات في جلب المستثمرين الأجانب ومن جانب اخر يعتبر مراقبون ان الإقبال على مثل هذه الخطوة تعتبر مجازفة كبيرة رغم وصول الأورو إلى أدنى مستوى له منذ سنتين أمام الدولار. و كذلك تراجع قيمة الاورو أمام الدينار الجزائري إذ تم تبادله ب 104.95 دج حسب قيد بنك الجزائر لكن تراجع الأورو هو في واقع الأمر ذر للغبار في الأعين، حيث اعتمد الإتحاد الأوروبي على هذه الطريقة لزيادة تنافسية صادرته مستفيدا من انخفاض تكلفت استيراد الطاقة , كما ان انخفاظ الأورو امام الدولار لا يعني بالضرورة انخفاظ محتوما له امام الدينارالجزائري فإذا أخذنا فترة جوان 2008 مثلا كمرجع للمقارنة، سنجد أن الأورو الذي فقد 18.75 بالمئة من قيمته أمام الدولار قد انتعش بقوة مقارنة بالعملة الوطنية. حيث فقد الدينار حوالي 30 بالمئة من قيمته أمام العملة الأوروبية الموحدة، بمعنى أن الأورو الذي تراجع أمام الدولار لكنه في نفس الوقت ارتفع مقارنة بالدينار. و هذا السناريو لا يمكن استبعاد تكرره مرة ثانية .خصوصا في ظل ورود معطيات تتجه نحو انتعاش الاورو خلال الأيام المقبلة بسبب ارتفاع نسب الفائدة التي سيقررها البنك المركزي الأمريكي (فاد) ما سيدفع بنك الجزائر اضطرارا لا اختيارا إلى تخفيض قيمة الدينار التي قد تتجاوز أضعف مستوى تاريخي لها و هو 112 دج مقابل واحد أورو