سجلت مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أرقاما وحقائق رهيبة تشير إلى استفحال ظاهرة الانتحار بالمجتع الجزائري في السنوات الأخيرة، خصوصا بين فئة الشباب فيما عرفت الظاهرة اكتساحا لعالم المسنين وهو ما اعتبره المختصون ''ظاهرة جديدة''. وكشف مجيد بساحة، رئيس الجمعية الوطنية للطب الشرعي، أول أمس، خلال ندوة حول ''الانتحار في الجزائر''ظاهرة اجتماعية'' أن شريحة الشباب أكثر إقبالا على الانتحار في المجتمع، حيث سجلت مصلحته نسبة %03.85 مرجعا ذلك لعوامل نفسية واجتماعية مخلة بالتوازن الطبيعي للفرد، في حين تقدر نسبة المنتحرين ب %05.73 للفئة العمرية 03 سنة إلى06 سنة. واستغرب المتحدث تفشي الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة وسط فئة المسنين الذين تفوق أعمارهم 06 سنة، حيث قاربت%02.4، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي يعود للضغط والمشاكل والانغلاق الذي صادفهم خلال محطات من حياتهم. كما سجلت المصلحة، تباينا بين المنتحرين على أساس الجنس، إذ تكشف الإحصائيات أن الرجال أكثر توجها للانتحار، حيث قدرت نسبة المنتحرين ب%24.96، أي ما يعادل202 حالة، في حين سجلت 98حالة لدى الإناث. وعلى أساس الحالة العائلية، فقد ارتفعت نسبة المنتحرين لدى الأشخاص غير المتزوجين إلى %05.56، في حين سجلت ب03.82 بالمئة لدى المتزوجين. وتبين من خلال دراسة أجريت بمصلحة الطب الشرعي بمصطفى باشا، أن الوسائل المعتمدة للفعل الانتحاري متعددة، ومستخدمة بنسب متفاوتة، حيث أن القفز من الأماكن المرتفعة والشنق هما الوسيلتان الأكثر شيوعا للانتحار، إذ سجلت الاولى نسبة تفوق %33، اما الانتحار شنقا فقدر حسب المصلحة ب %57.13، كما يلجأ المنتحر في بعض الأحيان للأسلحة النارية، التي قدرت نسبة استخدامها ب %52.6 أو تناول الأدوية بقيمة.%6.3 وعن الأسباب الفعلية المستترة وراء عملية الانتحار، فقد بينت الإحصائيات أن %58.15 تبقى مجهولة، وأن %04.93تعود لاضطرابات عقلية، %58.2 تعود للنزاعات والخلافات العائلية و%59.1للفشل الدراسي.