!كنائس كندا تُشرع أبوابها وقاعاتها أمام معاشر المصلين من المسلمين، طبعا، وذلك لإداء صلاة التراويح في سابقة دينية بغض النظر عن خلفياتها، إلا أنها رسالة راقية عن التسامح والتعايش الديني الذي لم نجده بين المسلمين في ديارهم ومساجدهم، حيث إن أدوات المنع والحظر طالت حتى الجهر بالقرآن في وزارة إمامها غلام الله الذي اختزل التراويح وعدد السجدات، في انتظار أن يصل اجتهاد معاليه إلى إعادة النظر في عدد ''المضمضات'' للمحافظة على الماء من ثلاثية الوضوء الأصغر ··صدقا، لم نكن لنجعل من ''الحبة'' قبة، في قضية مسجد أغريب بتيزي وزو، لكن ولأن ''القبة'' تم حرقها أمام أعين غلام الله الذي نشر مفتشي وزارته بين بيوت الله للقبض على المتجاوزين لتعليمات ''حزب لكل إمام''، وتعامى عن النار التي التهمت بيتا من بيوت الله، فإنه كان لزاما أن نعود إلى الحدث والحريق لنكرر مرات أخرى أن القضية كبيرة، وأكبر منها أن جاءتنا رسالة من ''كندا'' تعلمنا بأن الكنيسة في بلاد المسيح أضحت أمنا وآمانا للراكعين، دون شروط مسبقة عن أذان مصادر أو قرآن يقرأ في السر لا العلن··سؤال أرق صومي منذ حادثة مسجد أغريب، ترى ماذا لو أن الحريق الذي طال المسجد إياه، طال كنيسة ما عندنا؟ كيف سيكون رد فعل وزارة غلام الله وحكومة غلام الله، ودولة غلام الله؟ أكاد أجزم بأن القيامة كانت ستقوم، وما حادثة ''فتاة'' تيارت التي قبض عليها متلبسة بتهمة ''التبشير'' في وقت سابق ببعيدة، حيث تحولت تلك ''الأخت'' المذكورة إلى قضية مسيح بفرنسا وقضية وزارة دين عندنا راح وزيرها ينفي كل تهم التضييق الديني، ليتم الإفراج عن ''المبشرة'' إياها بضغط إعلامي عالمي، وتتنفس الحكومة عندنا الصعداء لأنها تمكنت من تسيير الأزمة مع أمة الصليب، لكن حينما تعلق الأمر بالهلال وأمة الهلال، فإن حادث مسجد ''أغريب'' مر في صمت القبور، وكأن شيئا لم يكن، وما على المتضررين من مصلين في قرية أغريب سوى اختيار أقرب كنيسة بجوارهم لكي يصلوا فيها التراويح وبصوت مرتفع، مادامت الكنائس قد رأفت بحالنا وفتحت قاعات صلاة لمن عجز عن ''عبادة'' ربه في بلده··