فرنسا ترفض بصفة قطعية تسليم الأرشيف الذي يسيء إليها فنّد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، وجود "تقصير من جانب الحكومة الجزائرية لدفع باريس للاعتراف بسلسلة جرائمها ضد الشعب الجزائري وضد الانسانية". وذكر زيتوني أمس بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية أن "فرنسا لم تهضم إلى حد اليوم بأن شوكتها قد انكسرت في الجزائر وأنها خسرت الحرب بانتصار الثورة التحريرية وافتكاكها للاستقلال"، مضيفا أن "باريس ترفض تسليم ما تبقى من الأرشيف أو تتماطل فيه كونه يسيء لماضيها الاستعماري الأسود". وأفاد وزير المجاهدين أن فرنسا "لن تسلم أبدا" للجزائر الأرشيف الذي يسيء إليها في إشارة منه إلى جرائم الحرب وضد الإنسانية الممارسة ضد الجزائريين منذ سنة 1830. وفي حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية، أوضح زيتوني أن فرنسا "ترفض تسليم ما تبقى من الأرشيف إلى الجزائر أو تتماطل فيه، أو بالأحرى لن تسلم أبدا الأرشيف الذي يسيء إليها". وأضاف في هذا الصدد بأن فرنسا "لن تقبل أبدا بأن شوكتها قد انكسرت في الجزائر وأنها خسرت الحرب في الجزائر". واعتبر المتحدث بأن فرنسا "لابد عليها أن تهضم بأن الجزائر مستقلة وبأن الجزائريين لن ينسوا أبدا ما قام به الاستعمار". وبخصوص الأرشيف دائما، قال الوزير إن "أغلبية هذا الأرشيف موجود حاليا بالمركز الوطني للأرشيف"، مشيرا إلى أن مؤسستي الأرشيف في الجزائروفرنسا "قد اتفقتا على مبدأ استرجاع الأرشيف المتبقي إلى البلاد". وحسب زيتوني، فإن المسعى هذا "يقوم على أساس التفكير في تكليف تقنيين ومختصين في التاريخ وعلماء في الأرشيف بالعملية سواء في فرنسا أو في غيرها من الدول". أما عن مسألة الاعتذار أو الاعتراف بالجرائم التي تنادي بها العديد من الأطراف في الجزائر، فإنها لا تغدو أن تكون بالنسبة لوزير المجاهدين إلا قضية وقت ليس إلا، حيث أكد في هذا الصدد بأنه "طال الدهر أم قصر فإن فرنسا ستعترف بما اقترفته في الجزائر من جرائم حرب وضد الإنسانية". واستطرد يقول إن "التاريخ يعيد نفسه وبأن الجزائر لن تنسى حتى يرفع الغطاء عن الجرائم المرتكبة في حق الجزائريين طيلة 132 سنة". وفي تعليقه على ما يثار من حين لآخر بخصوص "التقصير" الموجود إزاء دفع فرنسا إلى الاعتراف بجرائمها الاستعمارية، ذكر زيتوني أن "أحسن رسالة في هذا المجال هو الاعتناء بالتاريخ وتلقينه للجيل الصاعد والتحصن برسالة نوفمبر ومبادئها السامية". كما اعتبر أن الجزائريين مدعوون إلى معرفة كيفية الدفاع عن رصيدنا والبقاء مخلصين لجيل نوفمبر وزرع المحبة فيما بيننا والوعي بكل ما يحيط بنا وبكل ما يتربص بنا من مخاطر.