لا يختلف اثنان على أن نسبة المقروئية في الجزائر تشهد تراجعا من سنة إلى أخرى إلى الدرجة التي أصبحت تشكل هاجسا كبيرا خصوصا لدى أصحاب المكتبات في الآونة الأخيرة، غير أن العديد منهم يسعى إلى تدارك حجم هذه الخسائر التي لحقت به على مدار السنة؛ وذلك من خلال استغلال أي فرصة تسمح له بذلك فيجد أن الشهر الفضيل هو بمثابة ''الملاذ'' للتعويض من خلال ملئ رفوف مكتباتهم بمختلف وأحدث الكتب الخاصة بالطبخ، باعتبارها تلقى إقبالا منقطع النظير في هذا الشهر من قبل ربات البيوت اللائي يسعين لتزيين موائدهن بمختلف أنواع الأطباق من أكلات شعبية وشرقية إلى جانب الحلويات الخاصة بالسهرة، وهو الأمر الذي يدفع بالكثيرات منهن إلى البحث عن أحسن الكتب الخاصة بالطبخ بغض النظر عن قيمتها المادية· وخلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض مكتبات العاصمة؛ أجمع أغلب أصحابها على أنه بالرغم من أن كتب الطبخ تشهد إقبالا على مدار أيام السنة؛ إلا أن الطلب عليها خلال الشهر الكريم يكون بشكل غير عادي؛ حيث تشهد المكتبات تهافتا كبيرا وطلبات متزايدة على كتب الطبخ بمختلف أنواعها، وهو ما أكده صاحب مكتبة ''أودان'' المجاورة للجامعة المركزية قائلا إن ''كتب الطبخ تلقى رواجا كبيرا في شهر رمضان خصوصا تلك الخاصة بالطبخ الجزائري، حيث يعرف هذا النوع من الكتب إقبالا كبيرا ليس من قبل النساء فحسب بل حتى الرجال الذين أصبحوا يقتنون الكتب لزوجاتهم أملا منهم في أن يتفنن في تزيين وتنويع مائدة الإفطار بأشهى ما لذ وطاب، كما توقع محدثنا في الوقت نفسه؛ أن تزداد الطلبات أكثر هذه الأيام على الكتب الخاصة بالحلويات، بالنظر إلى اقتراب عيد الفطر المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا القليل، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تزايدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب التطور الذي شهدته كتب الطبخ حيث أصبحت متخصصة وتتماشى مع مختلف الفصول والمناسبات؛ فهناك الخاصة ب''المملحات'' والأكلات الخفيفة التي تساير فصل الصيف، إلى جانب الشعبية التقليدية التي تخص فصل الشتاء، كما أن هناك المقتصرة على المناسبات والأفراح·وفي السياق ذاته، ارتأينا في جولتنا التقرب من بعض النسوة اللائي صادفناهم بالمكتبة؛ حيث قالت لنا الآنسة ''وهيبة'' وهي واقفة تحدق في الكتب المعروضة؛ أنها مواظبة على اقتناء كتب الطبخ وتبحث عن الجديد فيما يخص مجال الطبخ، أما السيدة ''نوال'' فأشارت إلى أنها حريصة دائما على تنويع مائدة رمضان قصد إرضاء عائلتها، في حين أكدت الآنسة ''جميلة'' أنها تسعى لشراء أكبر قدر ممكن من الكتب قصد تطوير ثقافتها في فن الطبخ·