وزير البترول السعودي يرفض الحديث عن حرب أسعار تقود الجزائر والسعودية حرب كواليس خفية بين اروقة منظمة الدول المصدرة للبترول، فالأولى تسعى الى أعادة الاستقرار لأسعار النفط التي هبطت لأدنى مستوياتها منذ أكثر من 4 سنوات في مستويات تثير القلق بالنسبة للكثير من الدول وعلى رأسها الجزائر التي باشرت في مفاوضات لتشكيل تحالف يواجه التكتل الخليجي الذي تقوده السعودية الهادف للمحافظة على مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة. فالجزائر تسعى لجمع التأييد للمبادرة المشتركة التي تسعى الى إطلاقها والتي تقضي بخفض إنتاج النفط لمواجهة هبوط الأسعار وضمان بقائها ضمن نطاق عادل فيما تحاول السعودية التي تعد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم منظمة أوبك الإبقاء على إنتاجها من الخام دون تغيير، وهو ما أدى حسب المتتبعين الى تشتت الآراء داخل دول المنظمة بين مؤيد ومعارض للطرفين على الرغم من أن أعضاء الوفود اجتماع فيينا المرتقب نهاية الشهر الجاري قد أكدت أن هناك حاجة لاتخاذ إجراء ما رغم أنهم حذروا من صعوبة التوصل إلى اتفاق. وفي هذا السياق أعلنت إيران انضمامها لحلف الجزائر وفنزويلا، حيث قالت في تعليقات أوردها الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية "شانا"، إن طهران وفنزويلا سوقا مشتركة في سوق النفط خاصة أن الأسعار عند مستوى منخفض للغاية وعدم الاستقرار في السوق ليس في صالح أحد. من جهتها ترفض المملكة العربية السعودية التي تبدي حاليا غموضا في موقفها حول تخفيض حصتها في المنظمة، حيث أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي وفي أول تعليقات علنية له منذ أن هبطت أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستوياتها بنحو 80 دولاراً للبرميل، قال إن سياسة المملكة طويلة الأمد تسعى إلى استقرار الأسواق العالمية، رافضاً الحديث عن "حرب أسعار" دون الإفصاح عن مزيدٍ من التفاصيل، مشيرا الى أن بلاده تريد رؤية استعداد ملموس من المنتجين الآخرين للمشاركة في أي خفض للإنتاج. وتشير المنظمة إلى استمرار هبوط الطلب العالمي على النفط إلى 29.20 مليون برميل يوميًا في عام 2015، خاصة في ظل التنامي المتزايد لاستغلال الغاز الصخري من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهوما سيؤدي حسب المتتبعين إلى فائض قدره نحو مليون برميل في عام 2015 إذا واصلت أوبك الإنتاج بنفس الوتيرة.