ستشهد أسعار الوقود في الجزائر ارتفاعا ملموسا مع مطلع السنة المقبلة 2015 وذلك بسبب التطورات الجديدة الطارئة التي عرفتها أسعار المحروقات في السوق العالمية، حيث تعد الجزائر من أهم الخاسرين من الانخفاض المتواصل للأسعار. تتوقع وكالة ضبط المحروقات أن تشهد أسعار الوقود "المازوت والبنزين" ارتفاعا محسوسا في بداية السنة الجديدة 2015، وذلك بهدف مسايرة الأسعار العالمية للنفط ومشتقاته في ظل المعطيات الجديدة التي فرضتها السوق العالمية منذ بداية الانخفاض الكبير للأسعار، لاسيما أن الجزائر تعد من أكبر المستوردين للمشتقات النفطية الموجهة مقابل تصديرها البترول الخام، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن الجزائر تستورد أزيد من مليوني طن من الوقود سنويا لتغطية العجز الدي تعاني منه في هذا المجال، منها 1.5 مليون طن من المازوت. وأكدت التقارير أن نسبة الزيادة المرتقبة في أسعار الوقود تتراوح ما بين 5 بالمائة بالنسبة للمازوت و10 بالمائة بالنسبة للبنزين، وهي الزيادة التي ستمكن مؤسسة نفطال من إحداث التوازن بين الإنتاج والطلب. في موضوع متصل، ربطت نفس التقارير الزيادة المرتقبة لأسعار الوقود بحماية هذه المادة الحيوية من التهريب نحو المغرب وتونس، لاسيما أن سعر البنزين في الجزائر هو من بين الأرخص في العالم بعد السعودية وفنزويلا، وهذا ما جعله عرضة للتهريب نحو الدول المجاورة، حيث يباع بأسعار مضاعفة ثلاث مرات عن سعره الحقيقي الذي تعتمده الجزائر، حيث يقدر معدل أسعار البنزين في الجزائر ب0.22 أورو، مقابل 0.13 أورو للمازوت. كما تهدف الزيادة الجديدة في أسعار الوقود بالجزائر إلى مواكبة الارتفاع المذهل في نسبة الاستهلاك وهذا موازاة مع ارتفاع حظيرة السيارات إلى حوالي 7 ملايين مركبة، إضافة إلى تنظيم حركة المرور والحد من ظاهرة حوادث المرور، علما أن معدل استهلاك الوقود في الجزائر يقارب 14 مليون طن سنويا، منها 2,5 ملايين للبنزين، وأكثر من 7 ملايين طن مازوت.