حينما تلقت "البلاد" دعوة خاصة من قبل شركة كوندور الكترونيكس لحضور فعاليات ملتقى تكنولوجيات الطاقة الشمسية ببرج بوعريريج، وشملت الزيارة التي استمرت لمدة يومين المصنع الرئيسي للإنتاج اللوحات الشمسية ومصنع الهواتف النقالة والمكيفات الهوائية واللوحات الإلكترونية والغسالات للشركة، لم يكن يبدو من جدول الزيارة إلى عاصمة البيبان أنها ستكون ترفيهية، كون الجدول غارقا ببرامج عدة منها إمضاء اتفاقية مع ملاكم حامل للألقاب جمال دحو بينما لا يوجد ولا ساعة واحدة في جدول الرحلة للتجول في أرجاء المدينة. ففي يوم الإثنين مساء بدأت الرحلة في اتجاه برج بوعريريج لتنتهي في مساء الأربعاء وليجتمع الوفد الزائر مع المنظمين في غداء عمل استعدادا لمجريات اليوم التالي، وفي اليوم نفسه وقعت مجموعة بن حمادي عقد رعاية الملاكم جمال دحو في حفل نظمته بفندق بني حماد ببرج بوعريريج. كوندور... من أهلي البرج إلى ملاكم الكينغ الإفريقي وتحسبا لحفل دولي WBC للملاكمة، نظمت كوندور إلكترونيكس في اليوم نفسه في ولاية برج بوعريريج حفل توقيع اتفاقية رعاية مع الملاكم الجزائري جمال دحو الذي يملك العديد من الألقاب العالمية والإفريقية سيلعب مباراة حاسمة يوم 19 ديسمبر مع المكسيكي دانييل فالنزويلا. هذه المنازلة ستلعب في برج بوعريريج برعاية كوندور. وأمام جمهور من الصحفيين قال مسؤول مجموعة بن حمادي إسماعيل بن حمادي إن العقد مع دحو شرع في تنفيذه حيث دعمت شركتهم الملاكم الجزائري في جميع الرحلات إلى الخارج لإعداده وأخيرا سيكون على استعداد لهذه المباراة النهائية. وأوضح المتحدث أن هذه المبادرة تندرج في إطار تضامن كوندور الرياضة الجزائرية، خاصة الملاكمة الجزائرية المهمشة غالبا. وردا على سؤال حول مدة العقد مع دحو أكد أنه سينتهي في يوم المعركة في الإعلان عن أنه من المرجح أن تجدد أيضا لتشجيع البطل الجزائري الذي أعطى الكثير لبلده. وأكد إسماعيل بن حمادي ممثل مجموعة بن حمادي أن شركته تعتزم تقديم الرعاية الكاملة للملاكم، مشيرا إلى أن رعايته لا تشترط سوى تنظيم المنازلة بعاصمة البيبان بتاريخ 19 ديسمبر بين الملاكم ومنافسه دانيال فنزويلا المكسيكي. من جانبه، أشار الملاكم دحو إلى أن الدعم المقدم من قبل كوندور ساعد حقا في إعداده في لندن. ووعد أيضا بأنه سيمكنه من الفوز أمام دانييل فانزويلا المكسيكي. وأعرب كينق إفريقيا عن تشكراته لمجمع بن حمادي الذي قدم له الرعاية الكاملة ووعد الجزائريين بمضاعفة المجهودات لتحقيق المزيد من الألقاب. مدافئ بأنظمة خاصة تحمي المستهلكين وفي اليوم الموالي انطلقنا في جولتنا لمصانع مجمع بن حمادي كان الثلج يتراكم كما هو الحال في مناطق الهضاب التي تعيش الشتاء في جو بارد حيث تغطي الثلوج شوارعها الهادئة والتقى الوفد في الفترة الصباحية مع مسؤولي وحدات الإنتاج من الغسالات إلى المكيفات الهوائية ثم الهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية والمدافئ. وشرح المهندسون أفكار الشركة في أعمال التصنيع والتطوير التي تنتهجها كوندور إلكترونيكس وكان من الواضح أن التقنيات التي تستخدم وراء نجاحات منتجات كوندور وتنتهج الشركة إستراتيجية للتعاون مع شركات بسمعة عالمية مثل إنتل لإثراء خدمات الجوال وتقديم المزيد من التنوع في هذا المجال، كما أنه في أحوال كثيرة يكون الشكل الخارجي للجهاز مختلفا بينما تستخدم الشركة اللوحة الأم لعدة أجهزة لإرضاء أذواق العملاء المختلفة ما بين الشكل المربع والانسيابي وهكذا. وبعد ذلك توجه الوفد نحو المصنع الذي تعتبره كوندور متوسط الحجم مقارنة مع المصانع الأخرى المنتشرة في برج بوعريريج وهو للأجهزة التدفئة، وتنتج الوحدة 1200 مدفأة يوميا وفي الغالب تعمل وفقا للطلب وتعمل مصانع كوندور بكل طيلة الأسبوع وذلك لتغطية الطلب الجزائري في انتظار الدخول إلى السودان وعدة دول إفريقية وعربية أخرى على الأجهزة الحديثة التي تنتجها، هذه المدافئ لها أنظمة خاصة تحمي المستهلك من الاختناق. حينما يلتقي عملاقان ..لتصنيع هواتف ذكية ولوحات إلكترونية وبعد هذه الجولة توجهنا إلى مصنع الهواتف المكيفات الهوائية والغسالات. لقد أدهشتنا بالفعل ضخامة المصنع وذلك العدد الكبير من العاملين ونظام الرقابة ومتابعة الإنتاجية والجودة بحيث يظهر أي تقصير في الإنتاجية أو نسبة الخطأ وينتج المصنع من 1500 إلى 1400 مكيف هوائي يوميا قبل أن ننتقل إلى مصنع اللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية لنندهش بالعمل وسهولة وسرعة عالية بوجود نظام حاسوبي دقيق. أما الأجهزة المستخدمة في التصنيع فهي ليست من إنتاج كوندور فقط بل أجهزة تجمع إليكترونية من إنتاج شركات مختلفة، وسمح للوفد بان يقوم بعملية التصوير داخل المصنع وبدأت جولة جديدة من اللقاءات مع كبار مديري الشركة. ولعل أكثر هذه اللقاءات إثارة هو اللقاء مع مسؤول وحدة تصميم أجهزة الهاتف النقال واللوحات الإلكترونية وهو شخص يبدو كفنان أكثر منه كمدير وكان الحديث شيقا عن العدد الكبير للمصممين وطريقة التفكير في إبداع وتصميم الأجهزة الجديدة. لاحظنا في مصنع اللوحات الإلكترونية أن معظم اليد العاملة نساء بنسبة 80٪ من الموظفين. فندق بني حماد تحفة فنية مع اللياقة وحسن الضيافة وبعد هذه الجولة توجه الوفد إلى فندق بني حماد نسبة إلى اسم عائلة بن حمادي التي تنحدر من قلعة بني حماد والذي بني بمبلغ 350 مليار سنتيم الفندق التحفة يطل على المدينة ويحوي 84 غرفة فاخرة وأضحى الفندق، خيار شائع بين المسافرين كونه يؤمن الوصول إلى أهم مراكز المدينة. يقدم فندق بني حماد الفخم خدمات لا غبار عليها وكل أشكال اللياقة وحسن الضيافة اللازمة لإسعاد ضيوفه، ولملء فراغ الفضاء التي تعاني منها هذه المنطقة من حيث البنية التحتية. الفندق تم إنشاؤه لملء الفراغ الذي تعاني منه المدينة ويمكن النزلاء من الاستمتاع بمميزات خدمة الغرف على مدار الساعة، مصعد أثناء إقامتهم في هذا المكان الرائع والاستمتاع بوسائل الراحة الراقية في الغرف أثناء الإقامة، كل الغرف تضمن الاتصال بشبكة الإنترنت. إجراءات السفر إلى شرق الوطن مرهقة في غالبها، فالوفد الصحفي اشتكى من طول الرحلة التي تستغرق ازيد من ثلاث ساعات تقريبا ولكن طول هذه الرحلة يهون امام ما ننتظره بفارغ الصبر وهو الاطلاع لأول مرة على أشهر مصنعي الجوالات في الجزائر والتي ابهرت الوفد الصحفي والجزائريين بشكل عام بمنتجاتها وتصاميمها، وإن تطلب الأمر الانتظار عشر ساعات. 10 ملايين أورو لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء في عشية اليوم الثاني زرنا مصنع إنتاج لوحات الطاقة الشمسية بالمنطقة الصناعية والذي وفر فرصًا للشباب. المصنع يوظف العديد من المهندسين الشباب خريجي الجامعات الجزائرية والمتعطشين للابتكار. قال بوعلام بن حمادة مدير الطاقات المتجددة بالمصنع إن المبالغ التي تستثمر في مثل هذا المشروع لا تساوي ما سيدره من مبالغ وفوائد كبيرة. فمجموعة بن حمادي خصصت 10 ملايين أورو لإنجاز اللوحات الشمسية وانجز في أكتوبر 2013 فقط ب 120 موظفا، 11 مهندسا، أنتج مصنع عامه الأول أكثر من 36 الف من الألواح الشمسية في فئات مختلفة. وببداية واعدة أقنع كوندور وزارة الدفاع الجزائرية لتصبح واحدة من زبائن الشركة الجزائرية، "ولكن لتكون استثماراتها مربحة وتدوم وظائفها لا بد من بيع 200 الف من الألواح الشمسية" يقول بوعلام بن حمادي. كوندور العملاق النائم... على الطاقة الشمسية وفي اليوم الأخير من الزيارة نظمت مجموعة بن حمادي ملتقى كبير للتكنولوجيات الطاقة الشمسية بحضور والي الولاية حيث اغتنم عبد الرحمان بن حمادي ذات الفرصة وطالبت مجموعة بالمعاملة بالمثل من الشركات الصينية في منح الصفقات العمومية في إنجاز القرى الشمسية "نريد نفس حظوظ الشركات الأجنبية" مستدلا بالشركات الصينية التي تحصلت على صفقات إنجاز قرى شمسية في الجزائر، منافسة الصينيين شرسة وقد اتصلنا بالوزير الاول من اجل الحصول على نفس الحظوط". كما أوضح بن حمادي أن هذا المشروع على المدى البعيد لأنه لا يدر ربحا قبل 10 سنوات، لافتًا إلى أن فكرة إنتاج اللوحات الشمسية مشروع مستقبلي لجعل الجزائر رائدة في المجال لاسيما أن الطاقة الشمسية مشروع جديد في العالم. بعد تصريح مسؤول مؤسسة الكهرباء والطاقات المتجددة يوم 11 نوفمبر فرع سونلغاز بأن هناك العديد من الطاقات الشمسية ستنجز في الهضاب العليا والجنوب بطاقة 343 ميغاواط. المسؤول الأول عن كوندور، الذي لديه وحدة تصنيع الألواح الشمسية، تأسف لكون الأنشطة في مجال الطاقة الشمسية تعمل من أجل الإقلاع، وأكد أن مجموعته "ستواصل الاستثمار في هذا المجال الإستراتيجي." "نحن ندرك أن الفوائد لن تكون غدا. علينا أن نستثمر على المدى الطويل ". وأشار إلى أن كوندور ستنجز مصنعا ضوئيا بقوة 1 ميغاواط في مدينة بوغزول في المدية، بالشراكة مع مركز البحوث في مجال الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية. "إن إنجاز هذا المنتجع قدوة ويثبت للحكومة أنه يمكن أن نصل إلى هذا التحدي. وقال عبد المالك بن حمادي إن المجمع مستعد للاستثمار أكثر في مجال صناعة الألواح الشمسية إذا هو حصل على مخطط عمل، والهدف من هذا الملتقى هو تحسيس الدولة بأهمية ما تقوم به الشركة في الطاقة الشمسية وإقناع صانعي القرار، مشيرا إلى أن الشركة تلقت وعودا من السلطات بمنحها نفس حظوظ الأجانب للمشاركة في تجهيز المزارع الشمسية. وأوضح بن حمادي أن وحدة إنتاج الألواح الشمسية لا تسوق حاليا سوى 40 بالمائة مما تنتجه، وقال: "بالنسبة إلى الإنارة العمومية والشراكة مع سونلغاز فالسلطات رخصت لها مؤخرا بالتعامل مع خواص لاقتناء الطاقة الكهربائية، وهو ما قد يفتح أبوابا للشراكة مستقبلا من أجل تسويق منتجاتها من الألواح الشمسية". عائلة بن حمادي... استحضار قصة نجاحات متعددة كانت الفرصة مواتية ليكشف المسؤول الاول عبد المالك بن حمادي عن رقم اعمال المجموعة الذي تجاوز 52 مليار دينار خلال السنة الجارية بنسبة نمو قاربت ال 18 بالمائة. أصبح اليوم اسم عائلة بن حمادي يستحضر قصة نجاحات عديدة، أول مجموعة جزائرية خاصة دون منازع لتصنيع منتجات الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية. عائلة لا تستلم ولا تتعب، مجهودات كبيرة تبذلها ومن استثمار إلى استثمار الاستثمار، وتمكنت العائلة بفضل أبنائها ال 7 كلهم خريجو الجامعات من تحويل النسيج الاجتماعي للمنطقة بأكمله في المنطقة. استثمارات المجموعة في كل الشيء من المواد الغذائية إلى مواد البناء فالإلكترونيك والأدوات الكهرومنزلية إلى الهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية، لتتحول عاصمة البيبان إلى منطقة صناعية مزدهرة. كوندور اليوم تشغل أكثر من 4600 عامل وكثير من الأسر، ناهيك عن فرص العمل غير المباشرة التي أنشأتها لتكون نعمة اقتصادية للمنطقة. العملاق الجزائري رقم واحد في الجزائر في الكهرومنزلية بمنتجات خطفت قلوب الجزائريين تلفزيونات، ثلاجات، مكيفات الهواء، والهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ولوحات إلكترونية وألواح شمسية الآن. كوندور في نمو من خلال تنويع منتوجاتها، وتخترق الآن عالم التكنولوجيات الجديدة بالهواتف الذكية واللوحات الالكترونية. لمدة 11 عاما ومدير مجموعة كوندور يحفز فريقه لإعطاء الحياة لجميع مشاريع المجموعة بمسؤولية وتواضع يشهد عليه الجميع مما جعل من المجموعة أسطورة عرف أبناؤها كيف يسيرونها بالابتكار والمثابرة والكفاءة وهي القيم التي زرعها الأب الحاج محمد الطاهر بن حمادي الفلاح الذي حقق اليوم 52 مليار دينار واليوم وبعد 11 سنة من وجودها، تبلغ قيمة صافي أرباحها حوالي 250 مليون أورو! هذه الأرقام تحققت بفضل احترام المستهلكين ومكن المجموعة من بيع 800 الف هاتف ذكي ولوحة إلكترونية في 2014، مما يثبت أن الجزائريين يحبون منتجات كوندور على الرغم من المنافسة القوية في السوق الذين يعتقدون أن مجال الابتكار التكنولوجي مهم لمواصلة تطوير مجموعة كوندور، الابتكار الذي ينطوي على إبرام شراكات مع الشركات العالمية العملاقة مثل إنتل العملاق الأمريكي الذي صمم مع كوندور لوحات إلكترونية ركبت في الجزائر في وحدات الإنتاج الذي تقع في برج بوعريريج. شراكة لمدة 5 سنوات مع شركة إنتل كوندور، كانت قادرة على تقديم منتوج يجمع بين الأناقة والأداء وسهولة الاستخدام والتمتع. من جانبه أثنى والي ولاية برج بوعريرج عزالدين مشري كثيرا على استثمارات مجموعة بن حمادي وأكد أنها فخر للولاية. غادرنا ولاية برج بوعريريج، وقد زاد أملنا في أن ترتقي الصناعة الوطنية بفضل هذه الاستثمارات الضخمة التي جنبت سكان المنطقة شر البطالة، لنتوجه الى العاصمة وكلنا نشاط وفرح ورغبة في تكرار المكان وكلنا أمل في أن تلتفت السلطات الى مثل هذه الاستثمارات الضخمة..