كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، عن أن مسابقات قطاع التربية غير معنية بإجراءات التقشف الذي أعلنت عنه الحكومة مؤخرا باعتباره قطاع استراتيجي، مؤكدة أن إجراء المسابقات سيكون خلال شهر مارس المقبل مثلما كان مقررا. وأوضحت بن غبريت أمس، خلال استضافتها في فوروم الإذاعة الوطنية، أن قطاع التربية قطاع استراتيجي ولا يمكن وقف المسابقات الخاصة به خاصة في ظل وجود شغور ب7 آلاف منصب تضاف إليه المؤسسات التربوية التي سيتم استلامها الموسم المقبل التي من غير الممكن فتحها دون موارد بشرية من أساتذة ومدراء و... مؤكدة أن مسابقات التوظيف الخاصة بقطاع التربية التي تضم 15 ألف منصب سيتم إجراؤها شهر مارس المقبل لمنح الموظفين والوظيف العمومي الوقت الكافي لدراسة الملفات والتكوين اللازم لضمان انطلاق السنة الدراسية المقبلة في أول يوم منها. وأشارت بن غبريت مقابل ذلك إلى أنه في حالة تأزم الوضعية الاقتصادية للبلاد فإن الوزارة ستعمل على ترشيد النفقات وعقلنة التسيير بالاستغناء عن الأعباء غير الضرورية. وقالت في هذا الشأن "إن مسألة العقلانية في المصاريف كانت في البداية أولوية لكن اليوم أصبحت ضرورة قصوى، خاصة أن أموالا ضخمة ترصد لتجهيز المؤسسات التربوية، مستغربة في ذات الوقت من التخريب الذي تتعرض له الطاولات والكراسي نهاية كل سنة، داعية إلى التصدي لهذه الظاهرة عن طريق التوعية وهي من المهام الموكلة لمدراء المؤسسات خاصة في ظل تسجيل تبذير كبير عبر مختلف هياكل القطاع. التغيير الجذري للمنظومة التربوية سيتم خلال موسم 2016 - 2017 وأعلنت بالموازاة مع ذلك عن ثورة ستقوم بها داخل هذا القطاع بعدما أثبت الواقع أن الإصلاحات التي تم مباشرتها منذ سنة 2003 لم تأت بنتائج إيجابية لأنها لم تراع خاصة جانب التكوين مما أثر على العلاقة البيداغوجية، ولهذا فإن الإصلاحات التي شرع فيها ستتواصل بصفة عادية، على غرار إعادة النظر في كتابة محتوى البرامج والكتب وطريقة التلقين، خاصة أن المدرسة الجزائرية وفي سنة 2014 لا تزال تعتمد وتكرس مبدأ "الحفظ والتكرار"، وهو ما سيتم تداركه أيضا من خلال التركيز من جهة ءخرى على التعليم ما قبل المدرسي، في إطار اتفاقيات مع وزارة الشؤون الدينية والداخلية للتكفل بأطفال المدارس القرآنية والحضانة والمدارس التحضيرية من خلال توحيد برامج التدريس حسب خصوصية كل مؤسسة، معلنة أن التغيير الجذري للمنظومة التربوية سيتم خلال الدخول المدرسي 2016 - 2017، مذكرة في ذات السياق بالإجراءات الاستعجالية التي تم اتخاذها هذا الموسم وهي إلغاء الدورة الاستدراكية للطور الأول، إلغاء العتبة لتلاميذ النهائي واستحداث البطاقة التقييمية التي تدخل في إطار تشجيع التلاميذ على بذل مجهودات أكبر خلال الموسم المدرسي. مواضيع البكالوريا ستكون معقولة وفي متناول التلميذ المتوسط وعادت المسؤولة الأولى على القطاع للحديث عن امتحان شهادة البكالوريا، مطمئنة تلاميذ النهائي، بأن المواضيع ستكون معقولة وفي متناول التلميذ المتوسط مع الإبقاء على نفس الإجراءات المعتمدة العام الماضي انطلاقا من الموضوعين الاختياريين إلى النصف ساعة الإضافية، واتهمت في هذا الإطار جهات لم تذكرها بمحاولة تحريك هؤلاء وإخراجهم إلى الشارع من خلال نشر "أكاذيب" الهدف من ورائها التشويش على السير العادي للامتحان. ضعف كبير للتلاميذ في الرياضيات والفيزياء واللغات واعترفت بن غبريت بضعف مستوى التلاميذ خاصة في الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية حسب ما بينته الدراسة التي قامت بها الوزارة وقد تم تشكيل لجنة للبحث في أسباب هذا الضعف وتداركه علما حسبها أن 45 بالمائة من البرنامج المسطر في الفصل الأول تحقق باستثناء تسجيل بعض التأخر الذي قدر بأسبوعين في عدد من المتوسطات والثانويات. نحو وضع دفتر شروط جديد للمدارس الخاصة كما أشارت إلى أن نسبة التسرب المدرسي في الابتدائي لا تتجاوز 2 بالمائة مقابل 9 بالمائة بالمتوسط و16 بالمائة في الثانوي. وأعلنت من جهة أخرى، بأنه سيتم إعادة النظر في دفتر الشروط المنظم للمدارس الخاصة، حيث سيتم إلزام هذه الأخيرة بتحقيق نسبة نجاح محددة، خاصة أن البعض من هذه المؤسسات سجلت نسبة تعادل 0 بالمائة، وهي كارثة بالنظر إلى الإمكانات الضخمة التي يصرفها الأولياء على هؤلاء. ودعت الوزيرة الأسرة التربوية إلى منحها المزيد من الوقت وتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء المعلومات الخاطئة، مؤكدة أن وزارة التربية في مرحلة تطبيق المكاسب بعد تلبية 95 بالمائة من مطالب النقابات.