- "جيش طبرق" يقصف ناقلة نفط "مشبوهة" قبالة سواحل "درنة" استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، تدخلاً عسكرياً فرنسياً في ليبيا، معتبراً أنه يتعين أولاً في الوقت الحاضر "على الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها" في هذا البلد. وأوضح هولاند لإذاعة "فرانس إنتر" أن "فرنسا لن تتدخل في ليبيا لأنه يتعين أولاً على الأسرة الدولية تحمل مسؤولياتها والسعي لإطلاق حوار سياسي لا يزال غير قائم وثانياً إعادة النظام". وكانت دول عدة من المنطقة خصوصاً تشاد والنيجر اعتبرت مؤخراً أن تدخلاً عسكرياً دولياً "لابد منه" في ليبيا التي تشهد أعمال عنف، ويمكن أن تغرق في الفوضى. ورداً على إمكانية أن تشارك فرنسا في تدخل محتمل للأمم المتحدة، قال هولاند إن مثل هذا المنحى ليس مطروحاً في الوقت الحالي. وأضاف: "إذا كان هناك تفويض واضح وتنظيم واضح ومحدد بالإضافة إلى توافر الشروط السياسية"، فإن فرنسا يمكن أن تشارك "لكن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه". وكانت فرنسا تحت رئاسة سلفه من اليمين نيكولا ساركوزي في طليعة ائتلاف دولي شن عملية عسكرية في ليبيا أطاحت بنظام معمر القذافي. وفي الأثناء، قالت مصادر مطلعة إن جلسة الحوار الليبي التي كان من المقرر عقدها أمس، برعاية الأممالمتحدة، تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نائب في البرلمان المحل المجتمع في طبرق، قوله إن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أبلغت النواب تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى. وأكد مصدر دبلوماسي ليبي للوكالة عدم تلقي الأطراف "أجندة الحوار وجدول أعماله أو مكان انعقاده أو أطرافه"، وهو ما يعني إلغاء جولة الحوار التي كانت مقررة أمس. ومن جهته، أعلن المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا سمير غطاس في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن "المشاورات مستمرة مع كل الأطراف في ليبيا من أجل التوصل إلى اتفاق حول موعد ومكان الحوار". وكانت الأممالمتحدة قد خططت لعقد جولة ثانية من المحادثات اليوم الاثنين لإنهاء مواجهة بين حكومتين وبرلمانين متناحرين. وتعمل الأممالمتحدة منذ شهور على تنظيم محادثات السلام الليبية، ولكنها أكدت أن التصعيد العسكري يقوض جهودها. وعقدت الجولة الأولى من الحوار في غدامس "غرب ليبيا" برعاية الأممالمتحدة في 29 سبتمبر الماضي بحضور 12 من أعضاء البرلمان المنحل المجتمعين في طبرق وعدد مماثل من النواب المقاطعين لتلك الجلسات، لكنها لم تفض إلى أي نتيجة. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الليبية "حكومة طبرق" أن سلاح الجو الليبي قصف ناقلة نفط "مشبوهة" لم تمتثل لأوامر وجهت إليها بالتوقف قبالة سواحل درنة والتفتيش قبل دخولها المرفأ، وذلك بعد إعلان اليونان مقتل اثنين من أفراد طاقم ناقلة نفط في هجوم جوي مجهول المصدر في هذا الميناء، الذي يعد من معاقل الإسلاميين شرق ليبيا. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري إنه تم توجيه أوامر إلى ربان ناقلة النفط بعد اقترابها من ميناء درنة "بالتوقف والتفتيش للتأكد من حمولتها"، لكنه "لم يستجب للأوامر وأطفأ أنوار الناقلة تمهيداً لاقتحام الميناء.. ما جعلها ناقلة مشبوهة هي وحمولتها".