انتقدت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، تلاقي رجال المال والأعمال بالسياسيين، محذرة من تواصل تغلغلهم في الحياة السياسية، واصفة الأمر ب"الانحراف الخطير". كما انتقدت التصريحات المتعلقة بفتح المجال الجوي، مطالبة الجيش الجيش بمراقبة الطيران المدني، داعية الرئيس بوتفليقة للتدخل لوقف محاولات فتح المجال للخواص. وفتحت حنون النار على رجل الأعمال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها إلى فتح جميع المجالات أمام الخواص، باستثناء قطاع الجيش الوطني الشعبي، وهي التصريحات التي اعتبرتها خطيرة "جدا" على الدولة ومؤسساتها، وأدرجتها ضمن الدعوة إلى "خصخصة الدولة" في كل مجالاتها. وفي هذا السياق، اتهمت حنون بعض الوزراء في حكومة سلال من دون ذكرهم بالاسم ب"التواطؤ" مع رجال أعمال بمنحهم صفقات عمومية بالتراضي. وأضافت الأمينة العامة لحزب العمال لدى حلولها أمس الأربعاء ضيفة على البرنامج التلفزيوني "البلاد اليوم"، أنها سبق وأن طالب حزبها عبر المجلس الشعبي الوطني بتقديم حصيلة الدعم الحكومي للقطاع الخاص، وتقييم ذلك ولعدة سنوات. وفي ردها على أسئلة "البلاد" حول ردة فعلها وإن كانت اتصلت بمسؤولين في الدولة، أكدت حنون أنها اتصلت بمسؤولين كبار في الدولة، منذ أن لاحظت "انحرافات" رجل الأعمال حداد، وبالتحديد في اختتام الحملة الانتخابية لرجل الأعمال بحضور مجموعة من الوزراء، وأوضحت أن مسؤولين كبار "عبروا عن رفضهم لما يحدث"، مضيفة أنهم "لاحظوا هذه الانحرافات"، مؤكدة أنهم يرفضونها جملة وتفصيلا. وبخصوص التصريحات الأخيرة المتعلقة بفتح المجال الجوي أمام الخواص، انتقدت حنون وبشدة الأمر، واصفة إياه ب"الخطة المدبرة لتدمير الخطوط الجوية الجزائرية"، مؤكدة أن "الأمر بيد رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي"، داعية الرئيس للتدخل لوقف هذا المسار. كما أبدت دعمها صراحة ل"مراقبة الجيش للطيران المدني"، وحذرت قائلة "إن فتح المجال الجوي يعني أن ينزل رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مطار الجزائر الدولي". وفيما يتعلق بقضية الغاز الصخري، جددت حنون موقفها الثابت من التنقيب واستغلال هذا الغاز، رافضة حصر قضية الغاز الصخري في الجنوب الجزائري فقط، واصفة ذلك ب"المحاولة الخبيثة"، معتبرة المسألة وطنية ولا تتعلق بجهة من جهات الوطن. وحذرت من بعض الناشطين في الجنوب الذين تحركهم حسبها قناعات سياسية معروفة، مؤكدة أن قضية الغاز الصخري هي "قضية سياسية قبل أن تكون قضية بيئية". وفيما يتعلق بمشاركة الشركة الفرنسية "طوطال" في استخراج الغاز الصخري، اعتبرت ضيفة "البلاد" أن هذه الشركة من بين "المغلطين" للرأي العام بنشرها لÇأكاذيب" وهي "تتعمد ذلك". وجددت رسائلها المطمئنة بخصوص استغلال هذا الغاز، مؤكدة أن القانون يضمن كل الإجراءات التي تضمن صحة المواطنين وتحافظ على البيئة. وفي الشق السياسي، لمحت لويزة حنون لعدم مشاركتها في ندوة إعادة بناء الإجماع الوطني، التي تعتزم جبهة القوى الاشتراكية تنظيمها. كما رفضت أيضا سواء التاريخ الذي اعتمدته الأفافاس لعقد الندوة أو تاريخ المعارضة للخروج للشارع تنديدا باستغلال الغاز الصخري، معتبرة أن استعمال هذه التواريخ، خاصة المحطات التاريخية دليل على "رغبتهم في المساس بمسار تاريخي"، معترفة أن الوضع يتطلب "قرارات جريئة"، لكن حسبها الجزائر لا تعيش مأساة مثل سنوات التسعينيات، مؤكدة أن الأمر يتطلب قرارا سياسيا مثل ما حصل مع الوئام المدني والمصالحة الوطنية، حيث دعت حنون إلى التسريع بالإفراج عن الإصلاح السياسي الدستوري الحقيقي، كما وعد به رئيس الجمهورية.