بحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن مع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر استئناف الحوار خارج العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ سبتمبر الماضي، وذلك بالتزامن مع لقاءات أجراها هادي مع أحزاب سياسية محلية ومسؤولين. وقد اتفق هادي وبن عمر الخميس على تنفيذ العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. ومن جهته، أثنى بن عمر على جهود هادي و"صبره وتحمله" في سبيل إخراج اليمن من الصراعات والأزمات التي يشهدها. وأكد أن مرجعية الحوار بين الأطراف السياسية اليمنية لم تتغير. وشدد على أن هذه الأسس تستند إلى المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة، وقرارات مجلس الأمن. واعتبر المبعوث الأممي أن عودة هادي لمزاولة عمله من شأنها أن تشكل عاملا مساعدا على إخراج البلاد من أزمتها، مشيرا إلى أنه سيعلن قريبا عن مكان انعقاد جلسات الحوار بين الأطراف اليمنية خارج العاصمة صنعاء. وبالتزامن مع المساعي الأممية، بحث هادي في مقر إقامته بعدن مع قادة أحزاب سياسية يمنية المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين أطراف الأزمة في البلاد. وكانت أحزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري قد علقت مشاركتها في هذه المفاوضات، احتجاجا على انقلاب جماعة الحوثي، وممارسات الجماعة ضد قادة الأحزاب، فضلا عن استمرار سيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح. كما التقى الرئيس هادي محافظ مأرب سلطان العرادة وبحث معه تطورات الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد. وفي عدن أيضا، التقى قادة من الحراك الجنوبي بالمبعوث الأممي جمال بن عمر. وقال مصدر من الحراك إن الوفد أكد لبن عمر رفض الجنوبيين نقل العاصمة إلى عدن بسبب سيطرة الحوثيين على صنعاء. وكان الرئيس هادي قد تمكن من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي لمدة شهر، وغادر إلى مدينة عدن حيث بدأ بممارسة مهامه رئيسا للبلاد. وبعد ساعات من وصوله أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وأكد أن "كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر الماضي، تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء، باطلة ولا شرعية لها". وأرسل هادي الثلاثاء الماضي مذكرة إلى البرلمان لسحب استقالته التي تقدم بها يوم 22 جانفي الماضي اعتراضا على سيطرة الحوثيين على سكنه الخاص وعلى القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء. وتوالت ردود الفعل المؤيدة لهادي والداعمة له، حيث أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني -الأربعاء الماضي أثناء اجتماعه بهادي في عدن- تأييد دول الخليج شرعية هادي الدستورية، ووقوفها إلى جانبه في كل الخطوات والإجراءات التي اتخذها منذ قدومه إلى عدن السبت الماضي. ومن جهته، دعا مجلس الأمن جميع أطراف الأزمة في اليمن إلى "تسريع المفاوضات" من أجل تسوية سياسية، كما أشاد بعودة "الرئيس الشرعي" هادي إلى التحرك بحرية.