"دم الذئاب".. فيلم بوليسي يتناول تهريب الآثار الجزائرية أوضح المُخرج يحيى مزاحم في حديث ل "البلاد"، أنه أنهى تصوير وإنتاج أعمال سينمائية جديدة،وحاليا هي قيد التركيب، وقال إن اعتمد في أعماله الأخيرة على التنوع، وذلك من باب دخوله في رؤية سينمائية من زوايا جديدة تبعث على التفاؤل الإنتاجي بالوسط الفني الجزائري. ويرتقبُ أن يتم عرض هذه الأعمال في غضون الأشهر القليلة القادمة. وضمن هذا الإطار، تم إنتاج فيلم "لم نكن أبطالا" والذي يتناول شخصية عبد الحميد بن الزين وبصورة إجمالية على مُعسكرات التعذيب التي كانت تُقيمها السُلطات الفرنسية أثناء فترة الاحتلال، وذلك بالولايات الداخلية كالمدية وباتنة على سبيل المثال. وهذا الفيلم قام بإخراجه نصر الدين قنيفي وأسندت فيه البطولة إلى الممثل أحمد رزاق. أما الفيلم الثاني الذي قام بإنتاجه يحيى مزاحم وتحدث إلينا بخصوصه أيضا، فهو ذو طابع بوليسي بعنوان "دم الذئاب" من إخراج عمار سي فوضيل والذي يتناول موضوع بحث وتحري يقوم به أحد عناصر الشرطة بخصوص استرجاع القطع الأثرية المُهربة إلى الخارج، والبُطولة في هذا الفيلم كانت للممثل يوسف حايري. وكشف محدثنا عن إخراجه أيضا لفيلم سيُعرض لاحقا خلال أقل من شهر، بعُنوان "السجن"، وهو فيلم ثوري تدور أحداثه بفترة الاستعمار الفرنسي، حيث يتناول قصة معلم تم الزجُ به في سجن باتنة، وهو أقدم سجن تمت فيه جميع الممارسات الغير الإنسانية لتعذيب الجزائريين آنذاك. ولا يزال هذا السجن إلى يومنا هذا، يحتفظ بذاكرة مُلطخة بالدماء على صفحات التاريخ. وتعامل مزاحم في هذا الفيلم مع السيناريست المبدعة نسرين نجاع، بينما البطولة كانت للمثل المتميز مراد أوجيت. وبخصوص هذا الفيلم؛ يقول المخرج يحيى مزاحم إنه تناوله برؤية مُختلفة؛ أين يغلب الطابع الفني عليه بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى أنه فيلم يحمل رُؤية أعمق للأفلام الثورية السابقة، مواصلا "هذا الجيل الجديد مُحتاج فعلا إلى مشاهدة أفلام يستطيع فهمها، غير تلك المستهلكة التي كانت تعرض سابقا، كما أن تغير وسائل الإنتاج وطريقة العرض وتعامل الجمهور وخصوصا هذا الجيل مع الإنتاجات الجديدة، جعل هناك نوعا من التغيير على المشهد العام للإخراج هذه الأيام". وبرر محدثنا هذا بأن الهدف من الأمر هو الوصول إلى وضع سيناريو مُحكم، يحمل رؤية عميقة للمجتمع الجزائري، وبعيدة عن السطحيات، إذ تحمل تغييرا جذريا ليس فقط في التقنيات المستعملة، وإنما حتى في طريقة نقل وطرح التفاصيل. وكان المخرج يحيى مزاحم، أوضح سابقا أن السينما الجزائرية تُعاني من الاحتضار والموت بسبب غياب سياسية سينمائية واضحة وغياب مدرسة لتخريج دفعات من محترفي الصناعة السينمائية في الجزائر، ما دفع به إلى الإنتاج التلفزيوني والإشهار والفيلم الوثائقي. وأكد أنه في ضل غياب قاعات سينمائية تسمح للجمهور الواسع من الشعب الجزائري متابعتها ومنها الأفلام المنتجة في إطار مناساباتية والتظاهرات الكبرى حبيسة العروض الخاصة التي يشاهدها العشرات من الإداريين لا غير.