من المنتظر أن يحل قادة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، اليوم، بمدينة عين صالح، للوقوف على الأوضاع هناك و"التضامن" مع سكان المنطقة ضد عدم استغلال الغاز الصخري، خاصة وأن احتجاجات السكان متواصلة منذ أزيد من شهرين متتاليين. ويقرأ البعض تحرك المعارضة ممثلة في تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي، في الوقت الحالي، واختيارها لوجهة عين صالح، بمثابة "التحرك في ربع ساعة الأخير"، خاصة بعدما فشلت في استقطاب الشارع بخصوص قضية الغاز الصخري بمناسبة 24 فيفري الماضي، حيث اكتفت أحزاب المعارضة بمناضليها فقط الذين نظموا بعض الوقفات هنا وهناك، ويرى أنه بعد "فشلها" في ركوب موجة الغاز الصخري من العاصمة، ها هي الآن تتحرك في محاولة منها لركوب هذه الموجة من عين صالح بالتحديد. وحسب الآراء المخالفة لتوجه التنسيقية، فإنها تعتقد أن تحرك المعارضة جاء متأخرا وفي الوقت الذي بدأت فيه الأوضاع تتجه نحو الاستقرار وعودة الهدوء للمنطقة بعد تدخل الجيش الوطني الشعبي في اليومين الأخيرين وعمله على تهدئة الأوضاع. من جهته، رفض الناطق الرسمي لحزب جيل جديد، سفيان صخري، القول إن تحرك التنسيقية جاء في "ربع ساعة الأخير"، مؤكدا أن حزبه جيل جديد، ورئيسه جيلالي سفيان، سبق له وأن تنقل إلى عين صالح تضامنا مع سكان الجنوب وقضية عدم استغلال الغاز الصخري "لما فيه من سلبيات"، موضحا أن التنقل الحالي سيكون باسم التنسيقية. وتوقع صخري أن تحدث ضغوطات وأمور قد تعرقل الزيارة، قائلا "يمكن أن يحدث لنا ما حدث لرشيد نكاز بعين صالح". وأضاف "لكن يجب أن تكون التنسيقية في عين صالح". وذكر صخري، أنه قبل توجه التنسيقية لعين صالح كان هناك اتصال مع المحتجين، في الوقت الذي كانت فيه أصوات ترتفع وترفض تسييس القضية "كنا نضغط وكنا ننتظر رد فعل إيجابي من طرف السلطة"، وأضاف "لم نتصور تعقّد الأمور ووصولها للانسداد"، مضيفا "كان هناك أمل في الاستجابة"، معتبرا أنه بعد تعقّد الأمور، الواجب هو تنقل التنسيقية لعين صالح. واعتبر المتحدث أنه "من التقزيم" القول إن تحرك المعارضة جاء في ربع الساعة الأخير، مذكرا بتنديدها عن طريق اجتماعات وبيانات، والخروج للشارع، وقال "لم نتصور أن السلطة السياسية ستترك الأمور تتعفن ونصل لهذا الانسداد"، مؤكدا على وجوب الحضور القوي للتنسيقية "لنبين أن المعارضة ضد هذا الانسداد"، مطالبا بأهمية "الجرأة السياسية"، مبررا ذلك بقوله "الأمر يمس السيادة والوحدة الوطنية".