السفير الجزائري في مالي أشرف على آخر اجتماع للأزواد قبل الإعلان عن القرار اليوم ينتظر أن تكشف اليوم الحركات المسلحة في شمال مالي عن موقفها النهائي من اتفاق السلام الذي انبثق عن خمس جولات من المفاوضات بين الفرقاء الماليين، التي احتضنتها الجزائر ولعبت دور الوساطة فيها، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات التي ضمن لجانا ممثلة عن الأزواد، وبحضور أعضاء من فريق الوساطة على رأسهم السفير الجزائري في مالي نور الدين عيادي. وقال الناطق باسم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد ومسؤول العلاقات الخارجية، حامة آغ سيد احمد ل"البلاد"، إن قادة الحركات الملحة التي تخلفت عن التوقيع على اتفاق السلام في الجزائر مؤخرا وطالبت بمهلة لاستشارة القاعدة الأزوادية، عقدت اجتماعات دورية منذ العاشر من مارس الجاري في مدينة كيدال، للنظر في نصوص الاتفاق، وإبداء وجهة نظرها حول المحتوى، التي قالت إنه أغفل عديد النقاط التي تهم الأزواد وترهن مستقبلهم في المرحلة القادمة، وأضاف بأن الاجتماعات ضمت ممثلين عن الحركات ولجانا تتكون من زعماء القبائل في الشمال، النساء والشباب، في خطوة لإشراك المجتمع الأزوادي بجميع أطيافه في عملية اتخاذ القرار الصائب، وبإشراف من أعضاء في فريق الوساطة على رأسهم السفير الجزائري في مالي نورالدين عيادي، وأشار إلى اجتماع أخير عقدته الأطراف المعنية أمس، لاتخاذ القرار المناسب، في انتظار الإعلان عنه اليوم، مؤكدا أن الحركات المسلحة اتفقت على التوقيع مع فرض شروط تتعلق بقبول التعديلات التي اقترحتها، والتي تتمكن من خلالها من الحفاظ على حقوق الأزواد في الفترة القادمة، التي سيتم عرضها على الجزائر وفريق الوساطة الدولي للنظر فيها، والقرار المتخذ من قبل فريق الوساطة هو الذي يحدد ما إذا كانت الحركات ستوقع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، ليتم تجسيده فعليا على أرض الواقع أم لا.وتصر الجزائر على مساعدة الجارة مالي في تخطي محنتها التي استمرت لسنوات طويلة، وجعلتها لقمة سائغة للتنظيمات الإرهابية، من خلال تقريب وجهات النظر بين حكومة باماكو وست حركات مسلحة في الشمال وذلك إيمانا منها بأن الأزمات الداخلية تشكل مناخا مناسبا لانتشار الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، مما جعل الرأي العام الدولي يشيد باتفاق السلام الذي يعتبر نموذجا يقتدى به في حل الأزمات، ويثني على مجهودات الحكومة الجزائرية التي لطالما اعتبرت الحوار السياسي الخيار الأمثل لحل مختلف الأزمات.