أجمع العديد من الإعلاميين وفعاليات المجتمع المدني المشاركين في الندوة الوطنية حول دور الإعلام في إبراز مواضيع التنوع الإعلامي الخاصة بالفئات المهمشة في المجتمع أن وسائل الإعلام الجزائرية لا تزال بعيدة إلى حد ما في التعامل بمهنية واحترافية مع مثل هاته المواضيع التي تتطلب الكثير من الخبرة والدراية بأخلاقيات ومنهجيات العمل الصحافي في التعامل مع الحالات الإنسانية والاجتماعية ونقل معاناتها وتفاصيلها إلى الرأي العام والمسؤولين. وجاءت هاته الندوة التي نظمها مكتب معهد التنوع الإعلامي في الجزائر بفندق السوفيتال لتسلط الضوء على تجربة الصحافة الجزائرية في مجال الصحافة المكتوبة والسمعي البصري في التطرق لهاته المواضيع التي تتعلق بالفئات المحرومة والمهمشة في المجتمع الجزائري. حيث أكد لمين شيخي مراسل وكالة رويتر أن الصحافة الجزائرية مرت بمرحلتين تتمثل المرحلة الأولى في فترة الثمانينات والتسعينات، حيث كان فيها التركيز على مواضيع تبعات الأزمة الاقتصادية والأمنية التي عاشتها الجزائر فيما تمثلت المرحلة الثانية ما بعد سنة 2000 مع الانفتاح الإعلامي في الجزائر وظهور قنوات فضائية وجرائد كثيرة منحت قسطا كبيرا للمواضيع الاجتماعية، غير أن ذات المتحدث أعاب على الجرائد تغييبها لقسم المجتمع في الفترة الأخيرة. من جهتها، اعتبرت الصحافية فتيحة زماموش أن مستوى القراء أو مشاهدي القنوات التلفزيونية تغير كثيرا مقارنة مع السنوات الفارطة، وهو الأمر الذي فرض على وسائل الإعلام التعامل مع مثل هاته المواضيع بشكل آخر، كما ثمنت المتحدثة الأشواط الكبيرة التي خطتها الصحافة الجزائرية في إماطة اللثام على الكثير من القضايا وبكثير من الجرأة "لكن ذلك فرض علينا التعامل باحترافية وبمهنية أكبر من أي وقت سبق". وأكد فيصل حملاوي أن التكوين هو العامل الأساسي في الرفع من مستوى الأداء لدى الصحافيين في كل المجالات والمواضيع الاجتماعية على وجه الخصوص، داعيا إلى تنظيم دورات تدريبية للصحافيين سواء من طرف المؤسسات الإعلامية أو تدريب ذاتي للصحافي. وتم عرض حالات اجتماعية كأم عازبة ورئيسة جمعية الأطفال مجهولي النسب الذين كشفوا عن تجربتهم في التعامل مع الصحافة ورأيهم في مدى مهنية وسائل الإعلام في نقل قضاياهم وقضايا أخرى مشابهة لها.