تسود أجواء من التشاؤم على محادثات القوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي، مع تمسك الجانبين بمواقفهما قبل يوم من انتهاء الموعد الذي حدداه للتوصل إلى اتفاق، وحذر مسؤولون مشاركون في المحادثات من احتمال انهيارها. ونقلت رويترز عن دبلوماسي قوله لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن المناخ تحول من "التفاؤل" إلى "الكآبة" بين المفاوضين. ومما يؤكد على أجواء القلق التي تخيم على المحادثات إعلان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هناك "بعض التقدم وبعض التراجع في الساعات الأخيرة" من المحادثات. ويواصل وزراء خارجية إيران ومجموعة دول 5+1 اجتماعاتهم بجنيف في محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تمهيدي، قبل انتهاء مهلة 31 مارس، التي كانوا قد اتفقوا عليها لوضع اتفاق إطار يهدف إلى منع طهران من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية، مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وأكد دبلوماسي غربي أن المفاوضات لا تزال عالقة بشأن ثلاث مسائل أساسية، هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة، وآلية التحقق من احترام الالتزامات. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي قوله إن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتلك المتعلقة بالأبحاث والتطوير بعد أول عشر سنوات، وكذلك رفع عقوبات الأممالمتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق. وأضاف أنه "إذا لم نتوصل إلى نوع من إطار اتفاق الآن، فإنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل بحلول 30 جوان"، مشيرا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الخلافات ستحل. وفي هذا الإطار، قال مصدر غربي إن القوى الكبرى قدّمت لإيران عرضا يتعلق بحل وسط لرفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي عليها. وأضاف المصدر أن هذا العرض تضمّن حُزمة من الإجراءات قابلة للتنفيذ بعد توقيع إيران على الاتفاق الشامل، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تصر على إيجاد آلية تلقائية لاستئناف العقوبات الأممية في حالة انتهاك إيران الاتفاقَ المحتمل معها. ومن جانبه، انتقد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي القوى الكبرى، وقال إن "وفد المفاوضات الإيراني جدير بالثقة ويعمل أعضاؤه الذين يتصفون بالتسامح بجدية، لكن يتعين عليهم توخي الحرص مع تكتيكات الأعداء المخادعة والماهرة".