في ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ال38 والتي توافق 30 مارس من كل عام نشر فنان الكوميديا المصري عادل إمام على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطعا صوتيا لأغنية تجمعه بالعندليب أثناء اشتراكهما سمعا في بطولة مسلسل إذاعي يحمل اسم "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، وأذيع هذا المسلسل في رمضان 1393 هجرية الموافق أكتوبر 1973 على موجات صوت العرب على الإذاعة المصرية، لكن لم يستكمل بثه نتيجة قيام حرب السادس من أكتوبر. الديو الغنائي النادر ويعتبر المسلسل هو العمل الإذاعي الوحيد للعندليب الأسمر، وكان من تأليف الكاتب الراحل محمود عوض، وإخراج محمد علوان، بطولة عبدالحليم حافظ ونجلاء فتحي وعادل إمام كلمات محمد حمزة، وألحان منير مراد. وكتب الفنان عادل إمام "38 سنة على رحيلك يا عندليب، ربنا يرحمك، وهتفضل "مُفرد" ما جاش حد قبليك ولا حيجيش حد بعديك". وكان عبدالحليم حافظ قد توفي يوم 30 مارس من عام 77 بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بمرض البلهارسيا. العندليب الأسمر ومرض البلهارسيا ولد العندليب الأسمر في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية بدلتا مصر، وهو الابن الأصغر بين أربعة أشقاء توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده، ليعيش بعدها في بيت خاله متولي عماشة. كان يلعب في طفولته ويسبح في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر كبده وأصابه بتليف تام، حيث أجرى العندليب خلال حياته 61 عملية جراحية. التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، وهناك التقى بالفنان كمال الطويل، ودرسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948، ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه عام 1950. تقابل العندليب مع صديق ورفيق العمر مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمرو اكتشفه الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة اسم والده. "لقاء" و"يا حلو يا أسمر" وتروي مصادر إعلامية أن عبدالحليم أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبدالصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا اسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، لكن المصادر اتفقت على أنه غنى أغنية "صافيني مرة" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقي هذا النوع من الغناء الجديد. أعاد عبدالحليم غناء "صافيني مرة" في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقب بالعندليب الأسمر، وأصبح من أبرز المطربين في مصر. وتؤكد المصادر أن عدداً كبيراً من أغاني العندليب لا تعرفها أو تسمعها الجماهير، وما عرف عنه من إنتاج يصل إلى 112 أغنية، وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة حوالي 231 أغنية، إضافة إلى بعض الأغاني التي بحوزة بعض أصدقاء عبدالحليم، وغير متاحة للتداول التجاري، وكثير منها بحوزة صديقه مجدي العمروسي. العام الذهبي تألق العندليب سينمائيا وشهد عام 1955 عرض أربعة أفلام كاملة له، وهو ما وصف بعامه الذهبي سينمائياً وقدم في السينما 16 فيلما سينمائيا أبرزها "لحن الوفاء" وشاركه البطولة: شادية، حسين رياض، و"أيامنا الحلوة "وشاركه البطولة: فاتن حمامة، عمر الشريف، أحمد رمزي، و"بنات اليوم" وشاركه البطولة: ماجدة، آمال فريد، أحمد رمزي، و"الوسادة الخالية" وشاركه البطولة: أحمد رمزي، زهرة العلا، لبنى عبدالعزيز، و"يوم من عمري "وشاركه البطولة: زبيدة ثروت، عبدالسلام النابلسي، محمود المليجي، سهير البابلي، و"أبي فوق الشجرة" وهو آخر أفلامه وشاركه البطولة: عماد حمدي، ميرفت أمين، نادية لطفي. قام عبدالحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة" سنة 1973، وهو المسلسل الوحيد الذي شارك فيه عبدالحليم كبطل للحلقات، ومعه نجلاء فتحي وعادل إمام. توفي العندليب الأسمر يوم الأربعاء 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، وذلك نتيجة حقنه بدم ملوث نقل إليه فيروس (سي) الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، وتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم، حيث بلغ عدد المشاركين في الجنازة 2.5 مليون شخص، يتقدمهم رئيس الوزراء المصري وقتها ممدوح سالم وكبار رجال الدولة. استمع إلى "الديو"